الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                11781 [ ص: 198 ] ( وقد أخبرنا ) أبو سعيد بن أبي عمرو قال : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ الربيع بن سليمان ، قال : قال الشافعي : أفتي الملتقط إذا عرف العفاص والوكاء والعدد والوزن ووقع في نفسه أنه لم يدع باطلا ، أن يعطيه ولا أجبره في الحكم إلا ببينة تقوم عليها كما تقوم على الحقوق ، ثم ساق الكلام إلى أن قال : وإنما قوله - صلى الله عليه وسلم : " اعرف عفاصها ووكاءها " . والله أعلم ، أن يؤدي عفاصها ووكاءها ، مع ما يؤدي منها ، وليعلم إذا وضعها في ماله أنها اللقطة دون ماله ، وقد يحتمل أن يكون استدل على صدق المعترف ، وهذا الأظهر ، إنما قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " البينة على المدعي " . فهذا مدعي ، أرأيت لو أن عشرة أو أكثر وصفوها كلهم ، فأصابوا صفتها ، ألنا أن نعطيهم إياها ، يكونون شركاء فيها ؟ ولو كانوا ألفا أو ألفين ، ونحن نعلم أن كلهم كاذب إلا واحدا ، بغير عينه ولعل الواحد أن يكون كاذبا ليس يستحق أحد بالصفة شيئا .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية