الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                12612 ( أخبرنا ) أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد ، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، ثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني سعيد بن كثير بن عفير المصري ، حدثني ابن لهيعة أن يزيد بن أبي حبيب حدثه أن أبا الخير حدثه أن عبد العزيز بن مروان قال لكريب بن أبرهة : أحضرت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بالجابية ؟ قال : لا ، قال : فمن يحدثنا عنها ؟ قال كريب : إن بعثت إلى سفيان بن وهب الخولاني حدثك عنها ، فأرسل إليه ، فقال : حدثني عن خطبة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يوم الجابية ، قال سفيان : إنه لما اجتمع الفيء ، أرسل أمراء الأجناد إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن يقدم بنفسه ، فقدم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد فإن هذا المال نقسمه على من أفاء الله عليه بالعدل ، إلا هذين الحيين من لخم وجذام فلا حق لهم فيه ، فقام إليه أبو حدير الأجذمي ، فقال : أنشدك الله يا عمر في العدل ، فقال عمر - رضي الله عنه - : العدل أريد أنا ، أجعل أقواما أنفقوا في الظهر وشدوا الغرض وساحوا في البلاد ، مثل قوم مقيمين في بلادهم ، ولو أن الهجرة كانت بصنعاء أو بعدن ، ما هاجر إليها من لخم ولا جذام أحد ، فقام أبو حدير فقال : إن الله وضعنا من بلاده حيث شاء ، وساق إلينا الهجرة في بلادنا ، فقبلناها ونصرناها ، أفذلك يقطع حقنا يا عمر ؟ ثم قال : لكم حقكم مع المسلمين ، ثم قسم ، فكان للرجل نصف دينار ، فإذا كانت معه امرأته أعطاه دينارا ، ثم دعا ابن قاطورا صاحب الأرض ، فقال : أخبرني ما يكفي الرجل من القوت في الشهر واليوم ، فأتى بالمدي والقسط ، فقال : يكفيه هذا المديان في الشهر ، وقسط زيت ، وقسط خل ، فأمر عمر - رضي الله عنه - بمديين من قمح فطحنا ، ثم عجنا ثم خبزا ، ثم أدمهما بقسطين زيتا ، ثم أجلس عليهما ثلاثين رجلا ، فكان كفاف شبعهم ، ثم أخذ عمر المدي بيمينه والقسط بيساره ، ثم قال : اللهم لا أحل لأحد أن ينقصهما بعدي ، اللهم فمن نقصهما فانقص من عمره .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية