الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                [ ص: 380 ] 9 - باب

                                من تسوك بسواك غيره

                                850 890 - حدثنا إسماعيل، حدثني سليمان بن بلال: قال هشام بن عروة: أخبرني أبي، عن عائشة، قالت: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستن به، فنظر إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت له: أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن، فأعطانيه، فقصمته، ثم مضغته، فأعطيته رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستن به، وهو مستند إلى صدري.

                                التالي السابق


                                يروى: " فقصمته " بفتح الصاد المهملة، أي: كسرته، فأبنت منه الموضع الذي كان استن به عبد الرحمن ، والقصامة: ما يكسر من رأس السواك.

                                هذا هو الذي ذكره الخطابي ، وقال: أصل القصم: الدق.

                                ويروى: " فقضمته "، بكسر الضاد المعجمة، من القضم، وهو العض بالأسنان، ومنه: الحديث: " فيقضمها كما يقضم الفحل ".

                                [...] الاستياك بسواك غيره في " باب: دفع السواك إلى الأكبر " من " كتاب الطهارة " فأغنى عن إعادته هاهنا.

                                وفي الحديث: دليل على أن الاستياك سنة في جميع الأوقات ، عند إرادة الصلاة وغيرها، فإن استياك النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا السواك كان في مرض موته عند خروج [ ص: 381 ] نفسه، ولم يكن قاصدا حينئذ لصلاة ولا تلاوة.

                                وقد قيل: إنه قصد بذلك التسوك عند خروج نفسه الكريمة؛ لأجل حضور الملائكة الكرام، ودنوهم منه لقبض روحه الزكية الطاهرة الطيبة.

                                وقد أمر سلمان الفارسي -رضي الله عنه- امرأته عند احتضاره أن تطيب موضعه بالمسك؛ لحضور الملائكة فيه، وقال: أنه يزورني أقوام، يجدون الريح، ولا يأكلون الطعام - أو كما قال.



                                الخدمات العلمية