الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

وثيقة المدينة (المضمون والدلالة)

أحمد قائد الشعيبي

ثانيا: نص الوثيقة (كتابه صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار واليهود) [1] قال ابن إسحاق: وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا بين المهاجرين والأنصار وادع فيه يهود وعاهدهم وأقرهم على دينهم وأموالهم، واشترط عليهم وشرط لهم. [ ص: 40 ] بسم الله الرحمن الرحيم

1- هـذا كتاب من محمد النبي (رسول الله) ( بين المؤمنين والمسلمين من قريش و (أهل) يثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم.

2- أنهم أمة واحدة من دون الناس.

3- المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم، وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

4- وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

5- وبنو ساعدة على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

6- وبنو الحارث (بن الخزرج) على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

7- وبنو جشم على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. [ ص: 41 ] 8- وبنو النجار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

9- وبنو عمرو بن عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

10- وبنو النبيت على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

11- وبنو الأوس على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

12- وأن المؤمنين لا يتركون مفرحا بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل.

13- وأن المؤمنين المتقين (أيديهم) عـلى (كل) من بغى منهم، أو ابتغى دسيعة ظلم، أو إثما، أو عدوانا أو فسادا بين المؤمنين، وأن أيديهم عليه، جميعا ولو كان ولد أحدهم.

14- ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر، ولا ينصر كافر على مؤمن.

15- وأن ذمة الله واحدة، يجير عليهم أدناهم، وأن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس. [ ص: 42 ] 16- وأنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم.

17- وأن سلم المؤمنين واحدة، لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله، إلا على سواء وعدل بينهم.

18- وأن كل غازية غزت معنا يعقب بعضها بعضا.

19- وأن المؤمنين يبيئ بعضهم عن بعض بما نال دماءهم في سبيل الله.

20- وأن المؤمنين المتقين على أحسن هـدي وأقومه.

20ب- وأنه لا يجير مشرك مالا لقريش ولا نفسا، ولا يحول دونه على مؤمن.

21- وأنه من اعتبط مؤمنا قتلا عن بينة فإنه قود به، إلا أن يرضى ولي المقتول (بالعقل) وأن المؤمنين عليه كافة ولا يحل لهم إلا قيام عليه.

22- وأنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هـذه الصحيفة، وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محـدثا أو يئويـه، وأن من نصره، أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل. [ ص: 43 ] 23- وأنكم مهما اخـتلفتم فيه من شـيء، فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد صلى الله عليه وسلم .

24- وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ماداموا محاربين.

25- وأن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم وإثم، فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.

26- وأن ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف .

27- وأن ليهود بني الحارث مثل ما ليهود بني عوف .

28- وأن ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بني عوف .

29- وأن ليهود بني جشم مثل ما ليهود بني عوف.

30- وأن ليهود بني الأوس مثل ما ليهود بني عوف.

31- وأن ليهود بني ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف، إلا من ظلم وإثم، فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.

32- وأن جفنة بطن من ثعلبة كأنفسهم.

33- وأن لبني الشطـيبة مثل ما ليهود بني عوف، وأن البر دون الإثم. [ ص: 44 ] 34- وأن موالي ثعلبة كأنفسهم.

35- وأن بطانة يهود كأنفسهم.

36- وأنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد صلى الله عليه وسلم .

36ب- وأنه لا ينحجز على ثأر جرح، وأنه من فتك فبنفسه وأهل بيته إلا من ظلم وأن الله على أبر هـذا.

37- وأن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم، وأن بينهم النصر على من حارب أهل هـذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم.

37ب- وأنه لا يأثم امرؤ بحليفه وأن النصر للمظلوم.

38- وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ماداموا محاربين.

39- وأن يثرب حرام جوفها لأهل هـذه الصحيفة.

40- وأن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم.

41- وأنه لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها.

42- وأنه ما كان بين أهل هـذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخـاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجـل وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن الله على أتقى ما في هـذه الصحيفة وأبره. [ ص: 45 ] 43- وأنه لا تجار قريش ولا من نصرها.

44- وأن بينهم النصر على من دهم يثرب.

45- وأنهم إذا دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه فإنهم يصالحونه ويلبسونه، وأنهم إذ دعوا إلى مثل ذلك، فإن لهم على المؤمنين إلا من حارب في الدين.

45ب- على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم.

46- وأن يهود الأوس مواليهم وأنفسهم على مثل ما لأهل هـذه الصحيفة مع البر المحض من أهل هـذه الصحيفة، وأن البر دون الإثم لا يكسب كاسب إلا على نفسه، وأن الله على أصدق ما في هـذه الصحيفة وأبره.

47- وأنه لا يحول هـذا الكتاب دون ظالم أو آثم، وأنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة، إلا من ظلم وأثم، وأن الله جار لمن بر واتقى، ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم . [ ص: 46 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية