الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              1943 126 \ 1862 - وعن عطاء - وهو ابن أبي رباح - قال: أخبرني مخبر عن أسماء : أنها رمت الجمرة، قلت : إنا رمينا الجمرة بليل؟ قالت : إنا كنا نصنع هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                              وأخرجه النسائي ، وقال فيه: عن عطاء: "أن مولى لأسماء أخبره" وأخرج البخاري ومسلم بمعناه أتم منه من رواية عبد الله مولى أسماء عنها.

                                                              التالي السابق




                                                              قال ابن القيم رحمه الله: والحديث الذي أشار إليه هو ما في "الصحيحين" عن عبد الله مولى أسماء أنها نزلت ليلة جمع عند المزدلفة، فقامت تصلي فصلت ساعة، ثم قالت: يا بني هل غاب القمر ؟ فقلت : لا ، فصلت ساعة، ثم قالت: هل غاب القمر ؟ قلت: نعم، قالت: فارتحلوا، فارتحلنا، فمضينا حتى رمت الجمرة، ثم رجعت، فصلت الصبح في منزلها، فقلت لها: يا هنتاه، ما أرانا إلا قد غلسنا ؟ قالت: يا بني، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن للظعن - وفي لفظ لمسلم - : لظعنه .

                                                              [ ص: 387 ] وليس في هذا دليل على جواز رميها بعد نصف الليل، فإن القمر يتأخر في الليلة العاشرة إلى قبيل الفجر، وقد ذهبت أسماء بعد غيبوبته من مزدلفة إلى منى، فلعلها وصلت مع الفجر أو بعده، فهي واقعة عين، ومع هذا فهي رخصة للظعن، وإن دلت على تقدم الرمي، فإنما تدل على الرمي بعد طلوع الفجر، وهذا قول أحمد في رواية، واختيار ابن المنذر، وهو مذهب مالك وأبي حنيفة وأصحابهما.




                                                              الخدمات العلمية