الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          109 - الخامس عشر : عن أنس رضي الله عنه قال : غاب عمي أنس بن النضر رضي الله عنه عن قتال بدر فقال : يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين . لئن الله أشهدني قتال [ ص: 48 ] المشركين ليرين الله ما أصنع . فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال : اللهم أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين - ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال : يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر ، إني أجد ريحها من دون أحد ! قال سعد : فما استطعت يا رسول الله ما صنع ! قال أنس : فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ، ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون ، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه . قال أنس : كنا نرى - أو نظن - أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه : من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه إلى آخرها متفق عليه .

                                          قوله :« ليرين الله» روي بضم الياء وكسر الراء : أي ليظهرن الله ذلك للناس وروي بفتحهما ومعناه ظاهر، والله أعلم .

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية