الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              1385 حدثنا أحمد بن منصور بن سيار حدثنا عثمان بن عمر حدثنا شعبة عن أبي جعفر المدني عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادع الله لي أن يعافيني فقال إن شئت أخرت لك وهو خير وإن شئت دعوت فقال ادعه فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بمحمد نبي الرحمة يا محمد إني قد توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى اللهم شفعه في قال أبو إسحق هذا حديث صحيح

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( إن شئت أخرت لك ) [ ص: 419 ] أي أخرت جزاءه إلى الآخرة ولفظ أخرت يحتمل الخطاب والتكلم بخلاف لفظ دعوت فإنه للمتكلم بقرينة قوله ادعه وأيضا الكلام كان في دعائه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا أنه دعاء الرجل لنفسه وفي رواية الترمذي وإن شئت صبرت وهو خير لك وإنما هو خير لما جاء إذا ابتليت عبدي ببلية ثم صبر عوضته منها الجنة قوله : ( ويدعو ) فإن قلت : كيف أمره بالدعاء وقد طلب الرجل منه أن يدعو له وقال سابقا إن شئت دعوت بإسناد الدعاء إلى نفسه قلت : كأنه أشار بذلك إلى أن تعليم الدعاء والتشفيع به بمنزلة دعائه قيل وفيه أنه ما رضي منه باختياره الدعاء لما قال الصبر خير لك (يا محمد ) فيه جواز النداء باسمه في مقام التشفع به لأن المقام يؤدي من التعظيم ما يؤدي به ذكره بالقلب وفيه أن إحضاره في أثناء الدعاء والخطاب معه فيه جائز كإحضاره في أثناء الصلاة والخطاب فيه قوله : ( شفعه ) بالتشديد أي اقبل شفاعته في حقي وفيه أن التشفيع بمنزلة شفاعته وهذا الحديث قد رواه الترمذي في أبواب الأدعية في أحاديث شتى من باب الأدعية وقال هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر .




                                                                              الخدمات العلمية