الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              150 حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا زائدة بن قدامة عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال كان أول من أظهر إسلامه سبعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه وأما سائرهم فأخذهم المشركون وألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس فما منهم من أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلالا فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأخذوه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول أحد أحد

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( كان أول من أظهر إسلامه ) أي أنهم كانوا يخفون إسلامهم خوفا من أذى المشركين وهؤلاء السبعة سبقوهم بإظهار الإسلام وقوله فمنعه الله أي عصمه من آذاهم وصهروهم من صهر كمنع أي عذبوهم قوله : ( إلا وقد واتاهم ) هكذا في النسخ الصحيحة وهو من المؤاتاة بمعنى الموافقة في الصحاح في باب الهمز واطأته على الأمر مواطأة إذا وافقته وقال الأخفش قوله تعالى ليواطئوا عدة ما حرم الله هو من المواطأة قال : ومثلها قوله أشد وطئا بالمد أي مواطأة قال : وهي مؤاتاة السمع والبصر إياه انتهى إلا وقد وافقهم على ما أرادوا من ترك إظهار الإسلام ثم رأيت ذكر القاضي البيضاوي في تفسير قوله تعالى فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا وفي قراءة وأتيا من المؤاتاة أي لتوافق كل واحدة أختها فيما أردت منكما وقال الشهاب في حاشيته المؤاتاة مفاعلة أتيته ففي المصباح آتيته على الأمر إذا وافقته وفي لغة لأهل اليمن تبدل الهمزة واوا فيقال : واتيته على الأمر مواتاة وهو المشهور على ألسنة الناس [ ص: 67 ] انتهى

                                                                              قلت : ثم رأيت في الصحاح قال : تقول : آتيته على ذلك الأمر مؤاتاة إذا وافقته وطاوعته والعامة تقول : واتيته قوله : ( فإنه هانت عليه نفسه ) أي صغرت وحقرت عنده لأجله تعالى وفي شأنه وفي الزوائد إسناده ثقات رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك من طريق عاصم بن أبي النجود به .




                                                                              الخدمات العلمية