الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نزح

                                                          نزح : نزح الشيء ينزح نزحا ونزوحا : بعد . وشيء نزح ونزوح : نازح ، أنشد ثعلب :

                                                          [ ص: 232 ] إن المذلة منزل نزح عن دار قومك ، فاتركي شتمي ونزحت الدار فهي تنزح نزوحا إذا بعدت . وقوم منازيح ، قال ابن سيده وقول أبي ذؤيب :


                                                          وصرح الموت عن غلب كأنهم جرب

                                                          ، يدافعها الساقي ، منازيح إنما هو جمع منزاح وهي التي تأتي إلى الماء عن بعد ، ونزح به وأنزحه . وبلد نازح ، ووصل نازح : بعيد . وفي حديث سطيح : عبد المسيح جاء من بلد نزيح أي بعيد ، فعيل بمعنى فاعل . ونزح البئر ينزحها وينزحها نزحا وأنزحها إذا استقى ما فيها حتى ينفد ، وقيل : حتى يقل ماؤها . ونزحت البئر ونكزت تنزح نزحا ونزوحا فهي نازح ونزح ونزوح : نفد ماؤها ، قال الليث : والصواب عندنا نزحت البئر إذا استقي ماؤها ، وفي الحديث : أنه نزل الحديبية وهي نزح ، النزح بالتحريك : البئر التي أخذ ماؤها . يقال : نزحت البئر ونزحتها ، لازم ومتعد ، ومنه حديث ابن المسيب قال لقتادة : ارحل عني فلقد نزحتني أي أنفدت ما عندي ، وفي رواية نزفتني . الجوهري : وبئر نزوح قليلة الماء ، وركايا نزح . والنزح ، بالتحريك : البئر التي نزح أكثر مائها ، قال الراجز :


                                                          لا يستقي في النزح المضفوف     إلا مدارات الغروب الجوف

                                                          وجمع النزح أنزاح وجمع النزوح نزح . وماء لا ينزح ولا ينزح أي لا ينفد . وأنزح القوم : نزحت مياه آبارهم . والنزح : الماء الكدر . وقد نزح بفلان إذا بعد عن دياره غيبة بعيدة ، وأنشد الأصمعي :


                                                          ومن ينزح به لا بد يوما     يجيء به نعي أو بشير

                                                          وأنت بمنتزح من كذا أي ببعد منه ، قال ابن هرمة يرثي ابنه :


                                                          فأنت ، من الغوائل ، حين ترمى     ومن ذم الرجال ، بمنتزاح

                                                          إلا أنه أشبع فتحة الزاي فتولدت الألف .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية