الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2590 4 - حدثنا عمرو بن زرارة ، قال : أخبرنا إسماعيل ، عن ابن عون ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، قال : ذكروا عند عائشة أن عليا رضي الله تعالى عنهما كان وصيا ، فقالت : متى أوصى إليه ، وقد كنت مسندته إلى صدري ، أو قالت : حجري ، فدعا بالطست فلقد انخنث في حجري ، فما شعرت أنه قد مات ، فمتى أوصى إليه .

                                                                                                                                                                                  [ ص: 32 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 32 ] مطابقته للترجمة من حيث إن فيه أمر الوصية ، وإنكار عائشة إياها ، وعمرو بفتح العين ابن زرارة بضم الزاي ، وتخفيف الراء الأولى ابن واقد الكلابي النيسابوري ، روى عنه مسلم أيضا ، وإسماعيل هو المعروف بابن علية ، وقد مر غير مرة ، وابن عون هو عبد الله بن عون ، وقد مر عن قريب ، وإبراهيم هو النخعي ، والأسود هو ابن يزيد خال إبراهيم .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في المغازي عن عبد الله بن محمد ، وأخرجه مسلم في الوصايا عن يحيى بن يحيى ، وعن أبي بكر بن أبي شيبة كلاهما عن إسماعيل ، وأخرجه الترمذي في الشمائل عن حميد بن مسعدة ، وأخرجه النسائي في الطهارة ، وفي الوصايا عن عمرو بن علي ، وفي الوصايا أيضا عن أحمد بن سليمان ، وأخرجه ابن ماجه في الجنائز عن أبي بكر بن أبي شيبة .

                                                                                                                                                                                  قوله : ( ذكروا عند عائشة ) ، قال القرطبي : الشيعة قد وضعوا أحاديث في أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالخلافة لعلي رضي الله تعالى عنه ، فرد عليهم جماعة من الصحابة ذلك ، وكذا من بعدهم ، فمن ذلك ما قالته عائشة من إنكار ذلك حيث قالت : ( وقد كنت مسندته ) إلى آخره ، وقيل : الذي يظهر أنهم ذكروا عندها أنه أوصى له بالخلافة في مرض موته ، فلذلك ساغ لها إنكار ذلك ، وأسندت إلى ملازمتها له في مرض موته إلى أن مات في حجرها ، فلم يقع شيء من ذلك ، فلذلك أنكرتها ، ( فإن قلت ) : هذا لا ينفي وقوع ذلك قبل مرض موته ، ( قلت ) : حديث علي الذي مضى عن قريب يرد وقوعه أصلا . قوله : ( مسندته ) بلفظ اسم الفاعل من الإسناد . قوله : ( حجري ) بفتح الحاء ، وكسرها ، وقال ابن الأثير : الحجر بالفتح ، والكسر الثوب ، والحضن ، والمصدر بالفتح لا غير . قوله : ( انخنث ) ، أي : انثنى ، ومال إلى السقوط ، ومادته خاء معجمة ، ونون ، وثاء مثلثة ، وقال ابن الأثير : انخنث ، أي : انكسر وانثنى لاسترخاء أعضائه عند الموت ، وقال صاحب ( العين ) انخنث السقاء وخنث إذا مال ، ومنه المخنث للينه وتكسر أعضائه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية