الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              3016 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا حدثنا وكيع حدثنا إسمعيل بن أبي خالد عن عامر يعني الشعبي عن عروة بن مضرس الطائي أنه حج على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يدرك الناس إلا وهم بجمع قال فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إني أنضيت راحلتي وأتعبت نفسي والله إن تركت من حبل إلا وقفت عليه فهل لي من حج فقال النبي صلى الله عليه وسلم من شهد معنا الصلاة وأفاض من عرفات ليلا أو نهارا فقد قضى تفثه وتم حجه

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( إني أنضيت راحلتي ) [ ص: 240 ] بنون وضاد معجمة في الصحاح النضو بالكسر البعير المهزول والناقة نضوة وقد أنضتها الأسفار (إن تركت ) أي : ما تركت (من حبل ) بحاء مهملة مفتوحة وموحدة ساكنة المستطيل من الرمل (ليلا ونهارا ) يدل على أن الجمع بين جزء من النهار وجزء من الليل ليس بشرط ، بل لو أدرك جزءا من الليل وحده لكفى عن حصول الحج (فقد قضى تفثه ) أي : أتم ابتناء التفث أعني الوسخ وغيره مما يناسب المحرم فحل له أن يزيل عنه التفث بحلق الرأس ، وقص الشارب والأظفار ، ونتف الإبط ، وحلق العانة ، وإزالة الشعث والدرن والوسخ مطلقا (وتم حجه ) أي : من الفوات على أحسن وجه وأكمله ، والأصل التمام بهذا المعنى بالوقوف كما هو صريح الحديث السابق ، وأيضا شهود الصلاة مع الإمام ليس بشرط للتمام عند أحد .




                                                                              الخدمات العلمية