الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  ( 276 ) حدثنا بكر بن سهل الدمياطي حدثنا عبد الله بن يوسف ، أنا مالك بن أنس ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، أنه سمع أنس بن مالك يقول : قال أبو طلحة لأم سليم : لقد سمعت كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعرف فيه الجوع ، فهل عندك شيء ؟ قالت : نعم ، فأخرجت أقراصا من شعير ، ثم أخرجت خمارا لهم فلفت الخبز بعضه ببعض ، ثم أرسلتني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فذهبت فوجدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد ومعه الناس ، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أرسلك أبو طلحة ؟ " فقلت : [ ص: 108 ] نعم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن معه : " قوموا " فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته ، فقال أبو طلحة : يا أم سليم ، قد جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس ، وليس عندنا من الطعام ما يشبعهم ، قالت : الله ورسوله أعلم ، فانطلق أبو طلحة حتى بلغنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأقبل رسول الله وأبو طلحة معه حتى دخلا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هلمي يا أم سليم ما عندك " فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففت ، وعصرت أم سليم عكة فآدمته ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه ما شاء الله أن يقول ، ثم قال : " ائذن لعشرة " فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ، ثم قال : " ائذن لعشرة " فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ، ثم خرجوا ثم قال : " ائذن لعشرة " فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ، ثم قال : " ائذن لعشرة " فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ، ثم خرجوا ، ثم قال : " ائذن لعشرة " فأكل القوم كلهم حتى شبعوا والقوم سبعون أو ثمانون .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية