الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: هو الذي يسيركم في البر والبحر ؛ ويجوز: "هو الذي يسيركم"؛ ولا أعلم أحدا قرأ بها .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 13 ] حتى إذا كنتم في الفلك ؛ "الفلك"؛ يكون واحدا؛ ويكون جمعا؛ كما أن "فعلا"؛ في قولك: "أسد"؛ جمع "أسد"؛ و"فعل"؛ و"فعل"؛ من باب واحد؛ جاز أن يكون جمع "الفلك": "فلكا"؛ وجرين بهم ؛ ابتداء الكلام خطاب؛ وبعد ذلك إخبار عن غائب؛ لأن من أقام الغائب مقام من يخاطبه؛ جاز أن يرده إلى الغائب؛ قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        شطت مزار العاشقين فأصبحت عسرا على طلابك ابنة مخرم

                                                                                                                                                                                                                                        ومثل الآية قول كثير :


                                                                                                                                                                                                                                        أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة     لدينا ولا مقلية إن تقلت

                                                                                                                                                                                                                                        وقرأ بعضهم: "هو الذي ينشركم"؛ وأكثر ما جاء في التفسير في قوله: وما كان الناس إلا أمة واحدة ؛ يعنى به "آدم" - عليه السلام -؛ فاختلفوا ؛ اختلف هابيل ؛ وقابيل .

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان ؛ [ ص: 14 ] المعنى: "من كل أمكنة الموج"؛ وظنوا أنهم أحيط بهم ؛ يقال لكل من وقع من بلاء: "قد أحيط به"؛ أي: أحاط به البلاء؛ وقيل: أحاطت بهم الملائكة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية