الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                [ ص: 393 ] الحديث الثاني :

                                714 747 - حدثنا حجاج ، ثنا شعبة ، أنبأنا أبو إسحاق ، قال : سمعت عبد الله بن يزيد يخطب ، حدثنا البراء - وكان غير كذوب - ، أنهم كانوا إذا صلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فرفع رأسه من الركوع ، قاموا قياما حتى يروه قد سجد .

                                التالي السابق


                                قد سبق هذا الحديث في ( باب : متى يسجد من وراء الإمام ) من حديث سفيان ، عن أبي إسحاق ، وهاهنا خرجه من رواية شعبة ، أنبأنا أبو إسحاق .

                                ومراد شعبة بقوله : ( أنبأنا ) كقوله : ( أخبرنا ) أو ( حدثنا ) ، وليس مراده - كما يقوله المتأخرون - : الإجازة .

                                وفي الحديث دليل على أن المأموم يراقب حال إمامه في ركوعه وسجوده ؛ ليسجد بعد سجوده ، وتقع أفعاله بعد أفعال إمامه ، وهذا حكم عام في جميع الناس ، فإن اقتداء المأموم بأفعال إمامه التي يشاهدها أولى من الاكتفاء بمجرد سماع تكبيره ؛ فإنه قد ينهي تكبيره قبل أن ينهي فعله ، فلذلك كانوا يراعون تمام سجود النبي صلى الله عليه وسلم واستقراره على الأرض ، حتى يسجدوا بعده .

                                قال أصحابنا وغيرهم : ولهذا المعنى كره أن يكون موقف الإمام أعلى من المأموم ؛ لأن المأموم يحتاج إلى رفع بصره إلى إمامه ، فإذا كان عاليا عليه احتاج إلى كثرة رفع بصره ، وهو مكروه في الصلاة .



                                الخدمات العلمية