الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 3946 ] وأخبرنا أبو علي الروذباري ، أخبرنا أبو بكر بن داسة ، حدثنا أبو داود ، حدثنا ابن المصفى ، حدثنا بقية ، عن ابن ثوبان ، عن أبيه ، يرد إلى مكحول ، إلى مالك بن يخامر ، أن معاذ بن جبل حدثهم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول . . . فذكر الحديث بمعناه غير أنه قال في آخره : " ومن خرج به خراجا في سبيل الله كان عليه طابع الشهداء " .

[ ص: 113 ] قال الحليمي رحمه الله : " والمعنى في الشهداء أنهم سواء بما بذلوا من أنفسهم في سبيل الله إيمانهم وصدقهم وإخلاصهم واستواء ظواهرهم وبواطنهم في طاعة الله عز وجل .

وأصل الشهادة التبيين . قال الله تعالى : ( شهد الله ) أي : بين لعباده أنه إلههم ولا إله غيره بما ألزم خلقه من دلائل الحدث ووضع في عقولهم من إدراكها والاستبصار بها وقيل لشهادة الشهود بينه كذلك .

وقيل معنى الشهيد أنه يكون يوم القيامة بمنزلة الرسل فيشهد على غيره بمثل ما يشهد الرسول قال الله عز وجل : ( وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم )

فالشهيد من يكون له شهادة " .

وقال غير الحليمي " الشهيد المقبول له معان :

منها أنه مشهود عليه بالجنة ويلقى الروح والريحان .

ومنها أنه مشهود يشهده ملائكة الرحمة .

ومنها أن الشهيد بمعنى الشاهد أي : أنه يشهد شاهد الجنة برحمة الله عز وجل " .

التالي السابق


الخدمات العلمية