الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 4242 ] أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ، أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي ، أخبرنا أبو حاتم الرازي ، حدثنا محمد بن إبراهيم بن العلاء الواسطي بمكة ، حدثنا أيوب بن سويد الرملي ، عن عمرو بن الحارث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الله بن عمرو قال : " غار النيل على عهد فرعون فأتاه أهل مملكته فقالوا : أيها الملك أجر لنا النيل ، قال : إني لم أرض عنكم ، ثم ذهبوا ، فأتوه ، فقالوا : أيها الملك أجر لنا النيل . قال : إني لم أرض عنكم فذهبوا ثم أتوه فقالوا : أيها الملك ماتت البهائم وهلكت الأبكار لئن لم تجر لنا النيل لنتخذن إلها غيرك ، قال : اخرجوا إلى الصعيد فخرجوا فتنحى عنهم حيث لا يرونه ولا يسمعون كلامه ، فألصق خده بالأرض وأشار بالسبابة قال : اللهم إني خرجت إليك مخرج العبد الذليل إلى سيده وإني أعلم أنك تعلم أني أعلم أنه لا يقدر على إجرائه غيرك فأجره ، قال : فجرى النيل جريا لم يجر قبله مثله ، فأتاهم فقال إني قد أجريت لكم النيل فخروا له سجدا وعرض له جبريل عليه السلام فقال :

[ ص: 310 ] أيها الملك أعذني على عبد لي قال وما قصته قال : عبد لي ملكته على عبيدي وخولته مفاتيحي فعاداني فأحب من عاديت وعادى من أحببت قال : بئس العبد عبدك لو كان عليه سبيل نعرقته في بحر القلزم قال : يا أيها الملك اكتب لي كتابا ، قال فدعا بكتاب ودواة فكتب ما جزاء العبد الذي خالف سيده فأحب من عادى وعادى من أحب إلا أن يفرق في بحر القلزم قال : يا أيها الملك اختمه لي فختمه ثم دفعه إليه فلما كان يوم البحر أتاه جبريل بالكتاب فقال خذ هذا ما استفتحت به على نفسك فربما قال : هذا ما حكمت به على نفسك " .

التالي السابق


الخدمات العلمية