4528 باب في رضي الله عنهما فضائل عبد الله بن عمر،
ونحوه في النووي.
(التعريف بابن عمر)
وكان يكنى: "أبا عبد الرحمن".
[ ص: 547 ]
أسلم مع إسلام أبيه -بمكة- صغيرا. وهاجر مع أبيه، وأمه "زينب". ويقال: "رابطة بنت مظعون" أخت عثمان وقدامة، ابني مظعون. وهو ابن عشر.
وشهد المشاهد كلها -بعد بدر وأحد- واستصغر "يوم أحد" وشهد الخندق، وهو ابن خمس عشرة سنة.
وكان عالما مجتهدا، لزوما للسنة، فرورا من البدعة، ناصحا للأمة.
قال بلغ مالك: ستا وثمانين سنة. وأفتى في الإسلام "ستين سنة". ونشر "نافع" عنه: علما جما. "عبد الله بن عمر":
قال سفيان: وكان من عاداته: أنه إذا أعجبه شيء من ماله، تصدق به، وكان رقيقه عرفوا ذلك، فربما شمر أحدهم، ولزم المسجد، والإقبال على الطاعة، فإذا رآه ابن عمر على تلك الحال: أعتقه.
فقيل له: إنهم يخدعونك. فقال: من خدعنا بالله انخدعنا له. وقال ما مات حتى أعتق: "ألف إنسان" أو زاد عليه. نافع:
(مولده ووفاته)
وكان مولده في السنة الثانية، أو الثالثة من المبعث.
وتوفي في أوائل سنة ثلاث وسبعين. وكان سبب موته: أن الحجاج دس له رجلا قد سم "زج رمحه" فزحمه في الطريق، وطعنه في ظهر قدمه.
[ ص: 548 ]
وقد أطال "الشيخ أحمد" ولي الله، المحدث، الدهلوي: في ترجمته، وفضائله، في أول كتاب "المصفى" شرح الموطأ. فراجعه.
وكان "رضي الله عنه": شديد الاتباع للسنة المطهرة، كثير الاجتناب من جميع البدع، لا يغادر صغيرا ولا كبيرا من الحديث إلا عمل به ما استطاع، ولا قليلا ولا كثيرا من المحدثات إلا محاه أو أفناه.
(حديث الباب)
وهو بصحيح \ مسلم النووي، ص 38، 39 ج16، المطبعة المصرية
( عن قال: ابن عمر فقصتها حفصة، على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: حفصة عبد الله! لو كان يصلي من الليل". "نعم الرجل:
[ ص: 549 ]
قال سالم: فكان عبد الله -بعد ذلك- لا ينام من الليل إلا قليلا). كان الرجل -في حياة رسول الله، صلى الله عليه وسلم-: إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله، صلى الله عليه وسلم. فتمنيت: أن أرى رؤيا، أقصها على النبي، صلى الله عليه وسلم. قال: وكنت غلاما، شابا، عزبا. وكنت أنام في المسجد، على عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ فرأيت في النوم: كأن ملكين أخذاني، فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية، كطي البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر. وإذا فيها ناس، قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار. أعوذ بالله من النار. أعوذ بالله من النار. قال: فلقيهما ملك، فقال لي: لم ترع. فقصصتها على