الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4519 باب في فضل جليبيب، رضي الله عنه

                                                                                                                              وقال النووي: (باب من فضائل جليبيب)، هو بضم الجيم.

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي، ص 26 ج 16، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي برزة، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان في مغزى له، فأفاء الله عليه، فقال: لأصحابه: "هل تفقدون من أحد؟". قالوا: نعم. فلانا، وفلانا، وفلانا. ثم قال: "هل تفقدون من أحد؟". قالوا: نعم. فلانا، وفلانا، وفلانا. ثم قال: "هل تفقدون من أحد؟". قالوا: لا. قال: "لكني أفقد جليبيبا، فاطلبوه". فطلب في القتلى، فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم، ثم قتلوه. فأتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فوقف عليه، فقال: "قتل سبعة، ثم قتلوه. هذا مني وأنا منه. هذا مني وأنا منه". قال: فوضعه على ساعديه، ليس له إلا ساعدا النبي، صلى الله عليه وسلم. قال: فحفر له، ووضع في قبره. ولم يذكر غسلا).

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي برزة، رضي الله عنه؛ أن النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم: كان في مغزى له) أي: في سفر غزوة (فأفاء الله عليه، فقال [ ص: 622 ] لأصحابه: "هل تفقدون من أحد؟" قالوا: نعم. فلانا، وفلانا، وفلانا. ثم قال: "هل تفقدون من أحد؟" قالوا: نعم. فلانا، وفلانا، وفلانا. ثم قال: "هل تفقدون من أحد؟" قالوا: لا. قال: "لكني أفقد جليبيبا، فاطلبوه" فطلب في القتلى؛ فوجدوه إلى جنب سبعة، قد قتلهم، ثم قتلوه. فأتى النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم ، فوقف عليه، فقال: قتل سبعة، ثم قتلوه. هذا مني وأنا منه. هذا مني وأنا منه. فوضعه على ساعديه، ليس له إلا ساعدا النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم. قال: فحفر له، ووضع في قبره، ولم يذكر غسلا).

                                                                                                                              فيه: أن "الشهيد" لا يغسل، ولا يصلى عليه.

                                                                                                                              وفي قوله "هذا مني وأنا منه": المبالغة في اتحاد طريقتهما، واتفاقهما في طاعة الله.




                                                                                                                              الخدمات العلمية