الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الحادي عشر في سيرته- صلى الله عليه وسلم- في الشهداء في الموت

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمامان : الشافعي ، وأحمد ، والبخاري ، والأربعة ، والدارقطني ، عن جابر- رضي الله عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ، ثم يقول : «أيهما أكثر أخذا للقرآن ، فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد» ، وقال : «أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة» وأمر بدفنهم في دمائهم ، ولم يغسلهم ، ولم يصل عليهم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الثلاثة عنه ، قال : «كنا حملنا القتلى يوم أحد لندفنهم فجاء منادي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يأمركم أن تدفنوا القتلى في مضاجعهم فرددناهم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، عن هشام بن عامر الأنصاري- رضي الله تعالى عنه- قال : «قتل أبي يوم أحد ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «احفروا وأوسعوا ، وادفنوا الاثنين والثلاثة في القبر ، وقدموا أكثرهم قرآنا» ، وكان أبي أكثرهم قرآنا فقدم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود عنه قال : جاءت الأنصار إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم أحد ، فقالوا أصابنا قرح وجهد ، فكيف تأمرنا ؟ فقال : «احفروا وأوسعوا القبر وعمقوا واجعلوا الرجلين والثلاثة في القبر» ، قيل : فأيهم يقدم ؟ قال «أكثرهم قرآنا» ورواه النسائي بلفظ : «شكونا إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقلنا يا رسول الله الحفر علينا بكل إنسان شديد فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « احفروا وأوسعوا وأحسنوا ، وادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر» إلى آخره» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود وابن ماجه عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : أمرنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بقتلى أحد أن تنزع عنهم الجلود والحديد ، وأن يدفنوا بثيابهم ودمائهم .

                                                                                                                                                                                                                              وروى النسائي ، عن عبد الله بن معية قال : «أصيب رجلان من المسلمين يوم الطائف فحملا إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأمر أن يدفنا حيث أصيبا» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية