الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثاني في إيقاظه أهله- صلى الله عليه وسلم- لصلاة الليل

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن ماجه من طريق يوسف بن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : قالت أم سليمان بن داود لسليمان : يا بني لا تكثر النوم بالليل ، فإن كثرة النوم تترك الرجل فقيرا يوم القيامة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والشيخان ، والنسائي ، عن علي- رضي الله تعالى عنه- قال : «دخل علي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وعلى فاطمة من الليل فأيقظنا للصلاة ثم رجع إلى بيته فصلى هويا من الليل فلم يسمع لنا حسا ، فرجع إلينا فأيقظنا فقال : «قوما فصليا» قال فجلست وأنا أعرك عيني و [أنا] أقول : إنا والله ما نصلي إلا ما كتب لنا ، إنما أنفسنا بيد الله تعالى إن شاء أن يبعثنا بعثنا ، قال فولى [رسول الله- صلى الله عليه وسلم] ولم يرجع إلي شيئا وسمعته- وهو يقول ويضرب بيده على فخذه وفي رواية بيده على الأخرى- «ما نصلي إلا ما كتب الله لنا ما نصلي إلا ما كتب لنا» ، وكان الإنسان أكثر شيء جدلا [الكهف 54] .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمامان : أحمد ومالك ، والبخاري ، والترمذي ، عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها : «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- استيقظ ليلة فزعا وهو يقول : «سبحان الله» وفي لفظ : «لا إله إلا الله» «ما أنزل الله من الفتن ماذا أنزل من الخزائن» وفي لفظ : «ماذا فتح من الخزائن من يوقظ صواحب الحجرات» يريد أزواجه- «فيصلين رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة» .

                                                                                                                                                                                                                              والله تعالى أعلم . [ ص: 276 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية