الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الثالث والعشرون : فيما كان- صلى الله عليه وسلم- يقول في سجوده .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد ، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، والدارقطني عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقول في سجوده : «سبوح قدوس رب الملائكة والروح» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، وابن ماجه عن عقبة بن عامر- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا سجد قال : «سبحان ربي الأعلى وبحمده» ثلاثا .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والشيخان ، وأبو داود ، والنسائي وابن ماجه ، عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يكثر أن يقول : «سبحانك الله وبحمدك ، اللهم اغفر لي وارحمني» يتأول القرآن» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الدارقطني ، وابن ماجه عن علي ، والإمام الشافعي عن أبي هريرة ، والنسائي عن جابر ، والنسائي عن محمد بن مسلمة- رضي الله تعالى عنهم- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا سجد قال : «اللهم لك سجدت ولك آمنت ولك أسلمت ، أنت ربي ، سجد وجهي للذي خلقه وصوره ، وشق سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم ، وأبو داود عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقول في سجوده : «اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره ، سره وعلانيته» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطيالسي عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : فقدت النبي- صلى الله عليه وسلم- من مضجعه ليلة فظننت أنه أتى بعض نسائه ، فانتبهت وهو ساجد فسمعته يقول : «سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، سبقت رحمة ربنا غضبه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمامان : مالك ، وأحمد ، والثلاثة ، وأبو يعلى وغالب اللفظ له عنها ، قالت : «كانت ليلتي من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فانسل فظننت أنه انسل إلى بعض نسائه ، فخرجت فالتمسته ، فوقعت يدي على بطن قدميه وهما منصوبتان ، فإذا أنا به ساجد كالثوب الطريح [ ص: 147 ] فسمعته يقول : «سبحانك اللهم وبحمدك ، لا إله إلا أنت ، اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ، اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت ، سجد لك سوادي وخيالي ، وآمن بك فؤادي ، رب هذه يدي ، وما جنيت على نفسي ، يا عظيما يرجى لكل عظيم ، فاغفر لي الذنب العظيم» فقلت : بأبي أنت وأمي ، إني لفي شأن وأنت في شأن ، فرفع رأسه فقال : «ما أخرجك ؟ » قالت : ظنا ظننته ، قال : «إن بعض الظن إثم ، فاستغفري الله» ، زاد أبو يعلى ، «إن جبريل أتاني فأمرني أن أقول هذه الكلمات التي سمعت ، فقوليها في سجودك ، فإنه من قالها ، لم يرفع رأسه حتى يغفر ، أظنه قال : له» .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية عند الإمام أحمد برجال ثقات عنها ، وذكرت نحو ما تقدم ، قالت : فلمسته بعدها فوقعت عليه وهو ساجد ، وهو يقول : «رب أعط نفسي تقواها ، أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البزار ورجاله ثقات عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول في سجوده إذا سجد : «سجد لك سوادي وخيالي وآمن بك فؤادي ، أبوء بنعمتك علي ، هذه يداي وما جنيت على نفسي» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية