الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  6567 - حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، ثنا أبو المعافى الحراني ، ثنا محمد بن سلمة ، عن أبي عبد الرحمن ، عن زيد بن أنيسة ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلين بالحج ، فقدمنا مكة فطفنا بالبيت وبين الصفا والمروة ، ثم قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " من لم يكن منكم ساق هديا فليحل ، وليجعلها عمرة " ، قلنا : حل ماذا يا رسول الله ؟ قال : " الحل كله " ، فواقعنا النساء ، ولبسنا الثياب ، وتطيبنا الطيب ، فقال ناس : يحل بيننا وبين عرفة أربعة أيام ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقام فينا كالمغضب ، فقال : " والله لقد علمتم أني أتقاكم لله ، ولو علمت أن تقولوا ذلك ما سقت الهدي ، فاستجيبوا لما تؤمرون به ، فقام سراقة بن مالك ، فقال : يا رسول الله ، عمرتنا هذه التي أمرتنا بها ، لعامها هذا أم للأبد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بل للأبد " فقال سراقة : حدثنا يا رسول الله عن ديننا كأننا خلقنا الآن ، أفي شيء جفت به الأقلام ، وجرت به المقادير أو فيما يستأنف ؟ قال : " بل فيما جفت به الأقلام ، وجرت به المقادير " ، فقال سراقة : ففيم العمل يا رسول الله ؟ قال : " اعملوا ، فكل عامل ميسر " ثم قرأ : فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية