الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  6237 - حدثنا أبو خليفة ، ثنا أبو الوليد الطيالسي ، ( ح ) وحدثنا عمر بن حفص السدوسي ، ثنا عاصم بن علي ، قالا : ثنا عكرمة بن عمار ، حدثني إياس بن سلمة ، عن أبيه ، قال : خرجنا مع أبي بكر رضي الله عنه ، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا ، فغزونا فزارة ، فلما دنونا من الماء أمرنا أبو بكر رضي الله عنه فعرسنا ، فلما صلينا الصبح أمرنا أبو بكر فشننا الغارة ، فقتلنا على الماء من قتلنا ، قال سلمة : فنظرت إلى عنق من الناس فيه الذرية والنساء ، وأنا أعدو في آثارهم ، فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل ، فرميت بسهم ، فوقع بينهم وبين الجبل ، فقاموا ، فجئت بهم أسوقهم إلى أبي بكر رضي الله عنه حتى أتيت على الماء ، وفيهم امرأة من فزارة عليها قشع من أدم معها بنت لها من أحسن العرب ، فنفلني أبو بكر ابنتها ، فما كشفت لها ثوبا حتى قدمنا المدينة ، فخرجت ولم أكشف لها ثوبا ، فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " يا سلمة ، هب لي المرأة " ، فقلت : يا رسول الله ، والله لقد أعجبتني [ ص: 15 ] وما كشفت لها ثوبا ، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتركني ، ثم لقيني من الغد في السوق ، فقال : " يا سلمة ، هب لي المرأة ، لله أبوك " ، فقلت : يا رسول الله ، والله ما كشفت لها ثوبا ، وهي لك ، فلما كان من الغد لقيني في السوق ، فقال : " يا سلمة ، ما فعلت المرأة ، لله أبوك " ، قال : فبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ، وفي أيديهم أسرى من المسلمين ، ففداهم بتلك المرأة ، ففكهم بها ، واللفظ لحديث أبي الوليد .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية