[ ص: 282 ] عن جبير بن نفير شداد بن أوس
7142 - حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي ، ثنا أبي ، ( ح ) وحدثنا عمارة بن وثيمة المصري ، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن زبريق ، ثنا ، ثنا عمرو بن الحارث عبد الله بن سالم ، عن الزبيدي ، ثنا الوليد بن عبد الرحمن ، أن قال : ثنا جبير بن نفير ، قال : قلت : شداد بن أوس قال : " صليت لأصحابي صلاة العتمة كيف أسري بك ليلة أسري بك ؟ بمكة معتما ، فأتاني جبريل صلى الله عليه وسلم ، بدابة بيضاء فوق الحمار ، ودون البغل ، فقال : اركب ، فاستصعب علي ، فدارها بأذنها ، ثم حملني عليها ، فانطلقت تهوي بنا ، يقع حافرها حيث أدرك طرفها ، حتى بلغنا أرضا ذات نخل ، فقال : انزل ، فنزلت ، ثم قال : صل ، فصليت ، ثم ركبنا ، فقال : أتدري أين صليت ؟ قلت : الله أعلم ، قال : صليت بيثرب ، صليت بطيبة ، ثم انطلقت تهوي بنا ، يقع حافرها حيث أدرك طرفها ، حتى بلغنا أرضا بيضاء ، فقال : انزل فنزلت ، ثم قال : صل ، فصليت ، ثم ركبنا ، فقال : تدري أين صليت ؟ قلت : الله أعلم ، قال : صليت بمدين ، صليت عند شجرة موسى ، ثم انطلقت تهوي بنا ، يقع حافرها حيث [ ص: 283 ] أدرك طرفها ، ثم بلغنا أرضا بدت لنا قصورها ، فقال : انزل ، فنزلت ، ثم قال : صل ، فصليت ، فقال : أتدري أين صليت ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى عليه السلام المسيح ابن مريم ، ثم انطلق بي حتى دخلنا المدينة من بابها اليماني ، فأتى قبلة المسجد ، فربط دابته ، ودخلنا المسجد من باب فيه تميل الشمس ، فصليت من المسجد حيث شاء الله ، وأخذني من العطش أشد ما أخذني ، فأتيت بإناءين في أحدهما لبن ، وفي الآخر عسل ، أرسل إلي بهما جميعا ، فعدلت بينهما ، ثم هداني الله عز وجل ، فأخذت اللبن ، فشربت حتى قرعت به جبيني ، وبين يدي شيخ متكئ على مثراة له ، فقال : أخذ صاحبك الفطرة ، إنه ليهدى ، ثم انطلق بي حتى أتينا الوادي الذي في المدينة ، فإذا جهنم تنكشف عن مثل الزرابي ، فقلنا : يا رسول الله ، كيف وجدتها ؟ فقال : مثل الحمة السخنة ، ثم انصرف بي ، فمررنا بعير لقريش بمكان كذا وكذا ، قد أخلوا بعيرا لهم ، قد جمعهم فلان ، فسلمت عليهم ، فقال بعضهم : هذا صوت محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم أتيت أصحابي قبل الصبح بمكة ، فأتاني أبو بكر رضي الله تعالى عنه ، فقال : يا رسول الله ، أين كنت الليلة ، فقد التمستك في مكانك ؟ فقال : أعلمت أني أتيت مسجد بيت المقدس الليلة ، فقال : يا رسول الله ، إنه مسيرة شهر ، فصفه لي ، ففتح لي مرآه ، كأني أنظر إليه ، لا يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم عنه ، فقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه : أشهد أنك رسول الله ، وقال المشركون : انظروا إلى ابن أبي كبشة يزعم أنه أتى بيت المقدس الليلة ، فقال : إن من آية ما أقول لكم أني مررت بعير لكم بمكان كذا وكذا ، يقدمهم جمل آدم عليه مسح أسود وغرارتان سوداوان " ، فلما كان ذلك اليوم أشرف القوم ، ينظرون حتى كان قريب من نصف النهار ، حتى أقبل القوم يقدمهم ذلك الجمل الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم . يا رسول الله ،