الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال المزني - رضي الله عنه - : " وقال في المرأة تقدم من أرض الروم ومعها ولد فيدعيه رجل بأرض الإسلام أنه ابنه ولم يكن يعرف أنه خرج إلى أرض الروم فإنه يلحق به " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهذا كما قال : إذا ادعى رجل من بلد الإسلام ولد امرأة قدمت من أرض الروم ، ولم نعلمه خرج إلى أرض الروم لحق به الولد ، ولا اعتبار بتصديق المرأة ، أو تكذيبها له ؛ لأنه لا حق لها في نسب المولود فلم يعتبر من جهتها التصديق ، أو التكذيب ما لم يدع نكاحها وإنما لحق به الولد وإن لم يعلم دخوله إلى أرض الروم ؛ لأن الأنساب يلحق بالإمكان ، وقد يمكن أن يكون دخل أرض الروم ، ولم يعلم به . ولو أحطنا علما أنه لم يدخل أرض الروم فقد يمكن أن تكون المرأة قد دخلت قبل ذلك بلاد الإسلام ، ولم يعلم بها فصار اجتماعهما ممكنا فلحق به الولد مع الإمكان .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية