الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                19734 ( باب : اجتهاد الحاكم فيما يسوغ فيه الاجتهاد ، وهو من أهل الاجتهاد )

                                                                                                                                                قال الله - جل ثناؤه : ( وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما )

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا علي بن عيسى ، ثنا أبو يحيى بن زكريا بن داود ، ثنا يحيى بن يحيى ، أنبأ عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن أشعث ، عن أبي إسحاق ، عن مرة ، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - في قوله - عز وجل : ( وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم ) ، قال : كرم وقد أنبتت عناقيده ، فأفسدته ، قال : فقضى داود - عليه السلام - بالغنم لصاحب الكرم ، فقال سليمان : غير هذا يا نبي الله - صلى الله عليه وسلم . قال : وما ذاك ؟ قال : تدفع الكرم إلى صاحب الغنم ، فيقوم عليه حتى يعود كما كان ، وتدفع الغنم إلى صاحب الكرم ، فيصيب منها ، حتى إذا كان الكرم كما كان ، دفعت الكرم إلى صاحبه ، ودفعت الغنم إلى صاحبها . قال الله - عز وجل : ( ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما )

                                                                                                                                                وروينا ، عن مسروق ومجاهد معنى هذا ، وقد رد الله - تعالى - الحكم في هذه الحادثة وأشباهها إلى ما حكم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناقة البراء بن عازب ، حين دخلت حائطا لقوم من الأنصار ، فأفسدت ، فقضى أن حفظ الأموال على أهلها بالنهار ، وعلى أهل المواشي ما أفسدت المواشي بالليل .

                                                                                                                                                ( قال الشافعي ) : قال الحسن بن أبي الحسن : لولا هذه الآية ، لرأيت أن الحكام قد هلكوا ، ولكن الله حمد هذا بصوابه ، وأثنى على هذا باجتهاده .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية