الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                19761 باب لا يقبل الجرح فيمن ثبتت عدالته إلا بأن يقفه على ما يجرحه به .

                                                                                                                                                قال الشافعي - رحمه الله : لأن الناس يختلفون ويتباينون في الأهواء .

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه ، أنبأ أحمد بن إبراهيم ، ثنا ابن بكير ، ثنا الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب أنه قال : أخبرني محمود بن الربيع الأنصاري أن : عتبان بن مالك وهو من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ممن شهد بدرا أخبره : أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، قد أنكرت بصري ، وأنا أصلي لقومي ، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم ، ولم أستطع أن آتي مسجدهم ، فأصلي لهم ، وددت يا رسول الله أنك تأتي ، فتصلي في بيتي ، فأتخذه مصلى ، قال : فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " سأفعل إن شاء الله " . قال عتبان : فغدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر - رضي الله عنه - حين ارتفع النهار ، فاستأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأذنت له ، فلم يجلس حتى دخل البيت ، فقال لي : " أين تحب أن أصلي من بيتك ؟ " قال : فأشرت إلى ناحية من البيت ، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكبر ، فقمنا ، فصففنا ، فصلى ركعتين ، ثم سلم ، قال : وحبسناه على خزيرة صنعناها له ، قال : فثاب في البيت رجال من أهل الدار ذوو عدد ، واجتمعوا ، فقال قائل منهم : أين مالك بن الدخشن ؟ فقال بعضهم : ذلك منافق لا يحب الله ورسوله ، قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " لا تقل له ذلك ، ألا تراه وقد قال : لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله ؟ " قال : الله ورسوله أعلم . قال : فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين ، قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن الله قد حرم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله . قال ابن شهاب : ثم سألت الحصين بن محمد الأنصاري وهو أحد بني سالم ، وكان من سراتهم عن حديث محمود بن الربيع فصدقه بذلك . رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير ، وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الزهري . فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقبل قول الواقع في مالك بن الدخشن بأنه منافق ، حتى تبين له من أين يقول ذلك ، ثم لما بينه لم يره نفاقا ، فرد عليه قوله .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية