الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين

                                                                                                                                                                                                                                      93 - وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة كرر ذكر رفع الطور; لما نيط به من زيادة ليست مع الأولى واسمعوا ما أمرتم به في التوراة قالوا سمعنا قولك وعصينا أمرك. وطابق قوله جوابهم من حيث إنه قال لهم: اسمعوا، وليكن سماعكم سماع تقبل وطاعة، [ ص: 111 ] فقالوا: سمعنا، ولكن لا سماع طاعة وأشربوا في قلوبهم العجل أي: تداخلهم حبه، والحرص على عبادته، كما يتداخل الثوب الصبغ. وقوله: في قلوبهم بيان لمكان الإشراب، والمضاف -وهو الحب- محذوف. بكفرهم بسبب كفرهم، واعتقادهم التشبيه. قل بئسما يأمركم به إيمانكم بالتوراة; لأنه ليس في التوراة عبادة العجل، وإضافة الأمر إلى إيمانهم تهكم، وكذا إضافة الإيمان إليهم إن كنتم مؤمنين تشكيك في إيمانهم، وقدح في صحة دعواهم له.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية