الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 243 ] 314 \ 4 حدثنا القاضي الحسين بن إسماعيل ، نا يوسف بن موسى ، نا هشام بن عبد الملك والحجاج بن المنهال - واللفظ لأبي الوليد - قالا : نا همام ، نا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن علي بن يحيى بن خلاد ، عن أبيه ، عن عمه رفاعة بن رافع ، قال : كان رفاعة ومالك بن رافع أخوين من أهل بدر ، قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس ، ونحن حوله ، إذ دخل عليه رجل ، فاستقبل القبلة ، وصلى ، فلما قضى الصلاة ، جاء فسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى القوم ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " وعليك ، ارجع فصل ؛ فإنك لم تصل " . فجعل الرجل يصلي ، ونحن نرمق صلاته ، لا ندري ما يعيب [ ص: 244 ] منها ، فلما صلى جاء فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى القوم ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " وعليك ، ارجع فصل ؛ فإنك لم تصل " . قال همام : فلا أدري أمره بذلك مرتين ، أو ثلاثا ، فقال الرجل : ما ألوت فلا أدري ما عبت علي من صلاتي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله : فيغسل وجهه ، ويديه إلى المرفقين ، ويمسح برأسه ، ورجليه إلى الكعبين ، ثم يكبر الله ويثني عليه ، ثم يقرأ أم القرآن وما أذن له فيه وتيسر ، ثم يكبر فيركع ، ويضع كفيه على ركبتيه حتى تطمئن مفاصله وتسترخي ، ويقول سمع الله لمن حمده ، ويستوي قائما حتى يقيم صلبه ، ويأخذ كل عظم مأخذه ، ثم يكبر فيسجد فيمكن وجهه ، قال : همام : وربما قال : جبهته - في الأرض حتى تطمئن مفاصله وتسترخي ، ثم يكبر فيستوي قاعدا على مقعدته ، ويقيم صلبه " . فوصف الصلاة هكذا أربع ركعات حتى فرغ ، ثم قال : " لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك " .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية