الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5032 باب بعث الشيطان سراياه، يفتنون الناس

                                                                                                                              وقال النووي: (باب تحريش الشيطان، وبعثه سراياه: لفتنة الناس. وأن مع كل إنسان: قرينا).

                                                                                                                              [ ص: 270 ] (حديث الباب) وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 157 ج 17، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن جابر؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن إبليس يضع عرشه على الماء. ثم يبعث سراياه. فأدناهم منه منزلة: أعظمهم فتنة.

                                                                                                                              يجيء أحدهم؛ فيقول: فعلت كذا، وكذا. فيقول: ما صنعت شيئا.

                                                                                                                              قال: ثم يجيء أحدهم؛ فيقول: ما تركته، حتى فرقت بينه وبين امرأته.

                                                                                                                              قال فيدنيه منه، وهو يقول: نعم أنت!».


                                                                                                                              قال الأعمش: أراه قال «فيلتزمه»).

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن جابر) رضي الله عنه؛ (قال: قال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء. ثم يبعث سراياه).

                                                                                                                              «العرش»: هو سرير الملك. ومعناه: أن مركزه البحر. ومنه يبعث سراياه في نواحي الأرض.

                                                                                                                              (فأدناهم منه منزلة: أعظمهم فتنة. يجيء أحدهم ؛ فيقول: فعلت كذا وكذا. فيقول: ما صنعت شيئا.

                                                                                                                              [ ص: 271 ] قال ثم يجيء أحدهم ؛ فيقول: ما تركته، حتى فرقت بينه وبين امرأته. قال: فيدنيه منه، ويقول: نعم): بكسر النون، وإسكان العين. وهي «نعم» الموضوعة للمدح. فيمدحه. لإعجابه بصنعه، وبلوغه الغاية التي أرادها.

                                                                                                                              (أنت ! قال الأعمش: أراه قال: فيلتزمه) أي: يضمه إلى نفسه، ويعانقه.

                                                                                                                              وفيه: أن الفرقة بين الزوجين: تكون - غالبا - من إغواء سرايا إبليس. وأنها: من الفتن العظيمة، لأنها تؤدي إلى خراب البيت، وتدمير المنزل، وضياع الأهل والأولاد والمال، ونحو هذا.

                                                                                                                              والقرآن الكريم، أشار إلى ذلك ؛ بقوله: فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه .




                                                                                                                              الخدمات العلمية