الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1311 باب الجهر بالقراءة بالليل ، والاستماع لها

                                                                                                                              وهو في النووي ، في الجزء الثاني ، في : (باب الأمر بتعهد القرآن ، وكراهة قول : نسيت آية كذا . . إلخ ) .

                                                                                                                              [ ص: 612 ] (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 75 ج6 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن عائشة ؛ أن النبي ، صلى الله عليه وسلم : سمع رجلا يقرأ من الليل ، فقال : «يرحمه الله ! لقد أذكرني : كذا وكذا آية ، كنت أسقطتها من سورة : كذا وكذا » ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عائشة ) رضي الله عنها . (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : سمع رجلا يقرأ من الليل ، فقال : «يرحمه الله ! لقد ذكرني : كذا وكذا آية ، كنت أسقطتها من سورة : كذا وكذا » ) .

                                                                                                                              وفي رواية : كان النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم : يستمع قراءة رجل - في المسجد - فقال : «رحمه الله ! لقد أذكرني آية ، كنت أنسيتها » .

                                                                                                                              قال النووي : في هذه الألفاظ فوائد ؛

                                                                                                                              منها : جواز رفع الصوت بالقراءة في الليل ، وفي المسجد . ولا كراهة فيه ، إذا لم يؤذ أحدا ، ولا تعرض للرياء والإعجاب ، ونحو ذلك .

                                                                                                                              [ ص: 613 ] وفيه : الدعاء لمن أصاب الإنسان من جهته : خير ، وإن لم يقصد ذلك الإنسان .

                                                                                                                              وفيه : أن الاستماع للقراءة : سنة .

                                                                                                                              وفيه : جواز قول : «سورة كذا وكذا » كسورة البقرة ، ونحوها . ولا التفات إلى من خالف في ذلك . فقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة على استعماله .

                                                                                                                              وفيه : دليل على جواز النسيان عليه ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فيما قد بلغه إلى الأمة . وقد تقدم في(باب سجود السهو ): الكلام فيما يجوز من السهو عليه ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وما لا يجوز .

                                                                                                                              قال عياض : جمهور المحققين على جواز النسيان عليه ، صلى الله عليه وآله وسلم «ابتداء » ؛ فيما ليس طريقه البلاغ . واختلفوا فيما طريقه : البلاغ ، والتعليم . ولكن من جوز ، قال : لا يقر عليه ، بل لا بد أن يتذكره ، أو يذكره .

                                                                                                                              واختلفوا : هل من شروط ذلك «الفور » ، أم يصح على التراخي -قبل وفاته صلى الله عليه وآله وسلم- ؟

                                                                                                                              قال : وأما نسيان ما بلغه في هذا الحديث ؛ فيجوز .

                                                                                                                              قال ): وقال بعض الصوفية ، ومتابعوهم : لا يجوز السهو عليه أصلا ، في شيء . وإنما يقع منه صورته : ليسن . وهذا تناقض [ ص: 614 ] مردود ، لم يقل بهذا أحد ممن يقتدى به ، إلا الأستاذ «أبو الظفر الإسفرائني » من شيوخنا . فإنه مال إليه ورجحه . وهو ضعيف متناقض . انتهى



                                                                                                                              الخدمات العلمية