الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء

804 . قال : وفضل السابقين قد ورد فقيل : هم ، وقيل : بدري وقد      805 . قيل بل أهل القبلتين ، واختلف
أيهم أسلم قبل ؟ - من سلف      806 . قيل : أبو بكر ، وقيل : بل علي
ومدعي إجماعه لم يقبل      807 . وقيل زيد وادعى وفاقا
بعض على خديجة اتفاقا

التالي السابق


قال ابن الصلاح وفي نص القرآن تفضيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ، وهم الذين صلوا إلى القبلتين في قول سعيد بن المسيب وطائفة ، منهم [ ص: 142 ] محمد بن الحنفية ، ومحمد بن سيرين ، وقتادة ، وفي قول الشعبي هم الذين شهدوا بيعة الرضوان وهذا معنى قولي فقيل هم وعن محمد بن كعب القرظي وعطاء بن يسار أهل بدر ، قال ابن الصلاح روى ذلك عنهما ابن عبد البر فيما وجدناه عنه. قلت لم يوصل ابن عبد البر إسناده بذلك ، وإنما ذكر ذلك عن سنيد وساق سند سنيد فقط عن شيخ له لم يسم ، عن موسى بن عبيدة ، وضعفه الجمهور وقد روى سنيد أيضا قول ابن المسيب ، وابن سيرين ، والشعبي بأسانيد صحيحة ، وكذلك روى ذلك عنهم عبد بن حميد في تفسيره بأسانيد صحيحة ، وكذلك رواه عن قتادة عبد الرزاق في تفسيره ، ومن طريقه عبد بن حميد. وفي المسألة قول رابع رواه سنيد أيضا بإسناد صحيح إلى الحسن ، قال فرق ما بينهم فتح مكة وأما أول الصحابة إسلاما فقد اختلف فيه السلف على أقوال [ ص: 143 ] أحدها أبو بكر الصديق ، وهو قول ابن عباس ، وحسان بن ثابت والشعبي والنخعي في جماعة آخرين ، ويدل له ما رواه مسلم في صحيحه من حديث عمرو بن عبسة في قصة إسلامه ، وقوله للنبي - صلى الله عليه وسلم - من معك على هذا ؟ قال حر وعبد ومعه يومئذ أبو بكر ، وبلال ممن آمن به ، وروى الحاكم في المستدرك من رواية مجالد بن سعيد ، قال سئل الشعبي من أول من أسلم ؟ فقال أما سمعت قول حسان


إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا خير البرية أتقاها وأعدلها
بعد النبي وأوفاها بما حملا والثاني التالي المحمود مشهده
وأول الناس منهم صدق الرسلا



والقول الثاني أولهم إسلاما علي ، روي ذلك عن زيد بن أرقم ، وأبي ذر ، والمقداد بن الأسود ، وأبي أيوب ، وأنس بن مالك ، ويعلى بن مرة ، وعفيف الكندي ، وخزيمة بن ثابت ، وسلمان الفارسي ، وخباب بن الأرت ، وجابر بن عبد الله ، وأبي سعيد الخدري وأنشد المرزباني لخزيمة بن ثابت في علي رضي الله عنهما


أليس أول من صلى لقبلتهم وأعلم الناس بالفرقان والسنن ؟



[ ص: 144 ] وروى الحاكم في المستدرك من رواية مسلم الملائي ، قال نبئ النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين ، وأسلم علي يوم الثلاثاء وقال الحاكم في علوم الحديث لا أعلم خلافا بين أصحاب التواريخ أن عليا أولهم إسلاما قال وإنما اختلفوا في بلوغه ، قال ابن الصلاح واستنكر هذا من الحاكم وإلى هذا أشرت بقولي ومدعي إجماعه لم يقبل أي الحاكم ، ثم قال الحاكم بعد حكايته لهذا الإجماع والصحيح عند الجماعة أن أبا بكر الصديق أول من أسلم من الرجال البالغين لحديث عمرو بن عبسة. والقول الثالث أن أولهم إسلاما زيد بن حارثة ذكره معمر عن الزهري .والقول الرابع أن أولهم إسلاما أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ، روي ذلك عن ابن عباس ، والزهري أيضا ، وهو قول قتادة ومحمد بن إسحاق في آخرين ، وقال النووي إنه الصواب عند جماعة من المحققين وادعى الثعلبي المفسر اتفاق العلماء على ذلك ، وأن اختلافهم إنما هو في أول من أسلم بعدها قال ابن عبد البر اتفقوا على أن خديجة أول من آمن ، ثم علي بعدها. وجمع بين الاختلاف في ذلك بالنسبة إلى أبي بكر وعلي ، بأن الصحيح أن أبا بكر أول من أظهر إسلامه ، ثم روي عن محمد بن كعب القرظي أن عليا أخفى إسلامه [ ص: 145 ] من أبي طالب ، وأظهر أبو بكر إسلامه ; ولذلك شبه على الناس قال ابن الصلاح والأورع أن يقال أول من أسلم من الرجال الأحرار أبو بكر ، ومن الصبيان أو الأحداث علي ، ومن النساء خديجة ، ومن الموالي زيد ، ومن العبيد بلال ، والله أعلم وقال ابن إسحاق أول من آمن خديجة ، ثم علي بن أبي طالب ، قال وكان أول ذكر آمن برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهو ابن عشر سنين ، ثم زيد بن حارثة ، فكان أول ذكر أسلم بعد علي ثم أبو بكر فأظهر إسلامه ودعا إلى الله فأسلم بدعائه عثمان بن عفان ، والزبير بن العوام ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، وطلحة بن عبيد الله ، فكان هؤلاء النفر الثمانية الذين سبقوا الناس بالإسلام وذكر عمر بن شبة أن خالد بن سعيد بن العاص ، أسلم قبل علي وقولي من سلف ، هو فاعل اختلف ، وقبل مبني على الضم




الخدمات العلمية