الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء

705 . وذكر معروف بشيء من لقب كغندر أو وصف نقص أو نسب      706 . لأمه فجائز ما لم يكن
يكرهه كابن علية فصن

التالي السابق


قال الخطيب : غلبت ألقاب جماعة من أهل العلم ، [على أسمائهم] فاقتصر الناس على ذكر ألقابهم في الرواية عنهم ، منهم : غندر محمد بن جعفر ، ولوين محمد بن سليمان المصيصي ، ومشكدانة عبد الله بن عمر الكوفي ، وعارم محمد بن الفضل السدوسي ، وسعدويه سعيد بن سليمان [ ص: 31 ] الواسطي ، وصاعقة محمد بن عبد الرحيم البغدادي ، ومطين محمد بن عبد الله الحضرمي ، ونفطويه إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي . وقال : "لم يختلف العلماء في أنه يجوز ذكر الشيخ وتعريفه بصفته التي ليست نقصا في خلقته ، كالطول والقصر ، والزرقة ، والشقرة ، والحمرة ، والصفرة ، قال : وكذلك يجوز وصفه بالعرج ، والقصر ، والعمى ، والعور ، والعمش ، والحول ، والإقعاد ، والشلل ، كعمران القصير ، وأبي معاوية الضرير ، وهارون بن موسى الأعور ، وسليمان الأعمش ، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، وعاصم الأحول ، وأبي معمر المقعد ، ومنصور الأشل وجماعة" .

وسئل ابن المبارك عن فلان القصير ، وفلان الأعرج ، وفلان الأصفر ، وحميد الطويل ، قال : إذا أراد صفته ولم يرد عيبه فلا بأس . قال الخطيب : وإذا كان معروفا باسم أمه ، وهو الغالب عليه ، جاز نسبته إليه ، مثل : ابن بحينة ، وابن أم مكتوم ، ويعلى بن منية ، والحارث بن البرصاء ، وغيرهم من الصحابة ، ومن بعدهم كمنصور بن [ ص: 32 ] صفية ، وإسماعيل بن علية . واستثنى ابن الصلاح من الجواز ما يكرهه الملقب ، فقال : إلا ما يكرهه من ذلك ، كما في إسماعيل بن إبراهيم ، المعروف بابن علية ، وهي أمه ، وقيل : أم أمه . روينا عن يحيى بن معين أنه كان يقول : حدثنا إسماعيل بن علية ، فنهاه أحمد بن حنبل ، وقال : قل : إسماعيل بن إبراهيم ، فإنه بلغني أنه كان يكره أن ينسب إلى أمه ، فقال : قد قبلنا منك يا معلم الخير . انتهى .

ولم يستثن الخطيب ذلك من الجواز ، بل : روى هذه الحكاية ، والظاهر أن ما قاله أحمد هو على طريق الأدب ، لا اللزوم .




الخدمات العلمية