الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( * * * ) حديث عمر : أنه أوجب في الحمامة شاة ، ( * * * ) وعن عثمان مثله . الشافعي من طريق نافع بن عبد الحارث قال : قدم عمر مكة ، فدخل دار الندوة يوم الجمعة ، فألقى رداءه على واقف في البيت ، فوقع عليه طير فخشي أن يسلح عليه ، فأطاره ، فوقع عليه ، فانتهرته حية فقتلته ، فلما صلى الجمعة دخلت عليه ، أنا وعثمان ، فقال : احكما علي في شيء صنعته اليوم ، فذكر لنا الخبر ، قال : فقلت لعثمان : كيف ترى في عنز ثنية عفراء ؟ قال : أرى ذلك ، فأمر بها عمر . إسناده حسن ، ورواه ابن أبي شيبة ، عن غندر ، عن شعبة ، عن شيخ من أهل مكة أن عمر ، فذكره مرسلا مبهما .

وروى ابن أبي شيبة من طريق صالح بن المهدي ، عن أبيه : أن ذلك وقع لعثمان بمعناه ، لكن فيه أنه هو الذي أطارها عن ثياب عثمان ، فقال له عثمان : أد عنك شاة . فقلت : إنما أطرتها من أجلك ؟ قال : وعني شاة . وروى ابن أبي شيبة من طريق جابر عن عطاء : أول من فدى طير الحرم بشاة عثمان ، وجابر وهو الجعفي ضعيف ، وأما الرواية فيه عن عثمان فتقدم ( * * * ) حديث علي : أنه أوجب في الحمامة شاة لم أقف عليه ولا ذكره الشافعي عنه [ ص: 544 ] حديث ابن عمر : أنه أوجب في الحمامة شاة . ابن أبي شيبة من طريق عطاء أن رجلا أغلق بابه على حمامة وفرخيها ، ثم انطلق إلى عرفات ومنى ، فرجع وقد ماتت ، فأتى ابن عمر ، فجعل عليه ثلاثا من الغنم ، وحكم معه رجل ، وأخرجه البيهقي من هذا الوجه .

حديث ابن عباس : مثله الثوري وابن أبي شيبة ، وللشافعي والبيهقي من طرق .

( * * * ) حديث نافع بن الحارث مثله ، كذا وقع في الأصل ، والصواب نافع بن عبد الحارث ، كما تقدم في أثر عمر ، وكذا هو عند الشافعي ( * * * ) قوله : عن عطاء أنه أوجب في حمام الحرم شاة . رواه ابن أبي شيبة : ثنا أبو خالد الأحمر ، عن أشعث وابن جريج فرفعهما عن عطاء قال : { من قتل حمامة من حمام مكة فعليه شاة }.

( * * * ) قوله : وروي عن عاصم بن عمر وسعيد بن المسيب مثله . أما أثر عاصم بن عمر فذكره الشافعي ثم البيهقي في الخلافيات بغير إسناد ، وقد وجدناه عن ابنه حفص بن عاصم بن عمر أخرجه ابن أبي شيبة من طريق عبد الله بن عمر العمري ، عن أبيه قال : قدمنا ونحن غلمان مع حفص بن عاصم وهو والد عمر المذكور ، فأخذنا فرخا بمكة في منزلنا ، فلعبنا به حتى قتلناه ، فقالت له امرأته عائشة بنت مطيع بن الأسود ، فأمر بكبش فذبح ، وتصدق به .

وأما ابن المسيب فرواه البيهقي من طريق مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عنه أنه كان يقول في حمام مكة إذا قتلن : شاة . ورواه ابن أبي شيبة ، عن أبي خالد الأحمر ، وعن عبدة ، كلاهما عن يحيى بن سعيد نحوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية