الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الوجه الخامس : أن يقال: قولك:إن المركب مفتقر إلى كل واحد من تلك الأجزاء، ضرورة استحالة وجود المركب دون أجزائه، ليس فيه ما يدل على افتقار المركب إلى أجزائه ، فإن كونه يستحيل [ ص: 228 ] وجوده دون الأجزاء، يقتضي أنه لا يوجد بدونها ، بل لا يوجد إلا وهي موجودة .

وكون الشيء لا يوجد إلا مع الشيء، لا يقتضي افتقاره إليه ، بل إنما يكون مفتقرا إليه إذا كان لا يوجد إلا به، ألا ترى أن المتضايفين لا يوجد أحدهما دون الآخر ، ولا يقال إن أحدهما مفتقر إلى الآخر كالبنوة والأبوة ، بل كلاهما معلول علة منفصلة، فمعلولا العلة لا يوجد أحدهما دون الآخر ، وهما جميعا مفتقران إلى العلة، ليس أحدهما مفتقرا إلى الآخر، فإذا قدر أنه لا علة لهما، لم يكن أحدهما مفتقرا إلى الآخر ولا إلى علة .

التالي السابق


الخدمات العلمية