الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            فصل : رأيت في كلام الإمام أبي عبد الله بن أبي الفضل المرسي ما يشهد لما قدمته فقال في تفسيره عند قوله تعالى : ( ياأهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم ) ما نصه : لما قال الفريقان إن إبراهيم على دينهما رد عليهما وأخبر أنه على الإسلام ، قال : فإن قيل : كيف يكون على الإسلام وهو أيضا نازل بعده ؟ قيل : القرآن أخبر بذلك وما أخبرت كتبهم بما ادعوا .

            فإن قيل : إن أريد بكون إبراهيم مسلما كونه موافقا لهم في الأصول ، فهو أيضا موافق لليهود والنصارى الذين كانوا على ما جاء به موسى وعيسى في الأصول فإن جميع الأنبياء متوافقون في الأصول ، وإن أريد به في الفروع فيكون النبي صلى الله عليه وسلم مقررا لا شارعا ، وأيضا فإن التقيد بالقرآن ما جاء موجودا في زمان إبراهيم ، فتلاوته مشروعة في صلاتنا ، وغير مشروعة في صلاتهم .

            قيل : أريد الفروع ، ويكون النبي صلى الله عليه وسلم شارعا لا مقررا ; لأن الله نسخ شريعة إبراهيم بشريعة موسى وعيسى ثم نسخ محمد صلى الله عليه وسلم شريعتهم فكان صاحب شريعة لذلك ، ثم لما كان موافقا في الأكثر وإن خالفه في الأقل لم يقدح ذلك في الموافقة ، انتهى كلام المرسي وهو سؤال حسن وجواب نفيس .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية