الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            الوجه الثالث عشر : لم يرد تصريح ببيان الوقت الذي يجيء فيه الملكان في سائر الأيام ، وإنما ورد أنهما يأتيانه في اليوم الأول إذا انصرف الناس من دفنه .

            وقد يؤخذ من قول عبيد بن عمير : يفتن المؤمن سبعا والكافر أربعين صباحا - أنهما يأتيان في سائر الأيام أول النهار ، وقد يكون أراد بقوله : " أربعين صباحا " أربعين يوما كما جرت عادتهم بذلك أن يكنوا عن اليوم بالصباح إطلاقا للجزء وإرادة للكل ، فلا يكون فيه دلالة على مجيئهما أول النهار .

            ويحتمل أن يأتيا في سائر الأيام في مثل الساعة التي جاء فيها أول يوم دفن ، والعلم في ذلك عند الله تعالى . وإذا كنا لم نعلم وقت مجيئهما من النهار لكون ذلك من المغيبات التي لا اطلاع لأحد عليها إلا بتوقيف من صاحب الوحي ، ولا طريق إلى الاستدلال عليها بالنظر ، فكيف يظن أن أخبار طاوس وغيره بوقوع الفتنة سبعة أيام صدر عنهم من غير توقيف أو سماع أو بلاغ ممن فوقهم عمن يأتيه الوحي ؟ حاشا وكلا ، لا يظن ذلك من له أدنى تمييز .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية