الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          هبر

                                                          هبر : الهبر : قطع اللحم . والهبرة : بضعة من اللحم أو نحضة لا عظم فيها ، وقيل : هي القطعة من اللحم إذا كانت مجتمعة . وأعطيته هبرة من لحم إذا أعطاه مجتمعا منه ، وكذلك البضعة والفدرة . وهبر [ ص: 12 ] يهبر هبرا : قطع قطعا كبارا . وقد هبرت له من اللحم هبرة أي قطعت له قطعة . واهتبره بالسيف إذا قطعه . وفي حديث عمر : أنه هبر المنافق حتى برد . وفي حديث علي - عليه السلام - : انظروا شزرا واضربوا هبرا ; الهبر : الضرب والقطع . وفي حديث الشراة : فهبرناهم بالسيوف . ابن سيده : وضرب هبر يهبر اللحم ، وصف بالمصدر كما قالوا : درهم ضرب . ابن السكيت : ضرب هبر أي يلقي قطعة من اللحم إذا ضربه ، وطعن نتر فيه اختلاس ، وكذلك ضرب هبير وضربة هبير ; قال المتنخل :


                                                          كلون الملح ضربته هبير يتر العظم سقاط سراطي



                                                          وسيف هبار ينتسف القطعة من اللحم فيقطعه ، والهبر : المنقطع من ذلك ، مثل به سيبويه وفسره السيرافي . وجمل هبر وأهبر : كثير اللحم . وقد هبر الجمل ، بالكسر ، يهبر هبرا ، وناقة هبرة وهبراء ومهوبرة كذلك . ويقال : بعير هبر وبر أي كثير الوبر والهبر ، وهو اللحم . وفي حديث ابن عباس في قوله تعالى : كعصف مأكول ، قال : هو الهبور ; قيل : هو دقاق الزرع بالنبطية ويحتمل أن يكون من الهبر القطع . والهبر : مشاقة الكتان ; يمانية ; قال :


                                                          كالهبر تحت الظلة المرشوش



                                                          والهبرية : ما طار من الزغب الرقيق من القطن ; قال :


                                                          في هبريات الكرسف المنفوش



                                                          والهبرية والهبارية : ما طار من الريش ونحوه . والهبرية والإبرية والهبارية : ما تعلق بأسفل الشعر مثل النخالة من وسخ الرأس . ويقال : في رأسه هبرية مثل فعلية ; وقول أوس بن حجر :


                                                          ليث عليه من البردي هبرية     كالمرزباني عيار بأوصال



                                                          قال يعقوب : عنى بالهبرية ما يتناثر من القصب والبردي فيبقى في شعره متلبدا . وهوبرت أذنه : احتشى جوفها وبرا ، وفيها شعر واكتست أطرافها وطررها ، وربما اكتسى أصول الشعر من أعالي الأذنين . والهبر : ما اطمأن من الأرض وارتفع ما حوله عنه ; وقيل : هو ما اطمأن من الرمل ; قال عدي :


                                                          فترى محانيه التي تسق الثرى     والهبر يونق نبتها روادها



                                                          والجمع هبور ; قال الشاعر :


                                                          هبور أغواط إلى أغواط



                                                          وهو الهبير أيضا ; قال زميل بن أم دينار :


                                                          أغر هجان خر من بطن حرة     على كف أخرى حرة بهبير



                                                          وقيل : الهبير من الأرض أن يكون مطمئنا وما حوله أرفع منه ، والجمع هبر ; قال عدي :


                                                          جعل القف شمالا وانتحى     وعلى الأيمن هبر وبرق



                                                          ويقال : هي الصخور بين الروابي . والهبرة : خرزة يؤخذ بها الرجال . والهوبر : الفهد ; عن كراع . وهوبر : اسم رجل ; قال ذو الرمة :


                                                          عشية فر الحارثيون بعدما     قضى نحبه من ملتقى القوم هوبر



                                                          أراد ابن هوبر ، وهبيرة : اسم . وابن هبيرة : رجل . قال سيبويه : سمعناهم يقولون : ما أكثر الهبيرات ، واطرحوا الهبيرين كراهية أن يصير بمنزلة ما لا علامة فيه للتأنيث ، والعرب تقول : لا آتيك هبيرة بن سعد ، أي حتى يئوب هبيرة ، فأقاموا هبيرة مقام الدهر ، ونصبوه على الظرف ، وهذا منهم اتساع ; قال اللحياني : إنما نصبوه لأنهم ذهبوا به مذهب الصفات ، ومعناه لا آتيك أبدا ، وهو رجل فقد ; وكذلك لا آتيك ألوة بن هبيرة ، ويقال : إن أصله أن سعد بن زيد مناة عمر عمرا طويلا وكبر ، ونظر يوما إلى شائه وقد أهملت ولم ترع ، فقال لابنه هبيرة : ارع شاءك ، فقال : لا أرعاها سن الحسل ، أي أبدا ، فصار مثلا . وقيل : لا آتيك ألوة هبيرة . والهبيرة : الضبع الصغيرة . أبو عبيدة : من آذان الخيل مهوبرة ، وهي التي يحتشي جوفها وبرا وفيها شعر ، وتكتسي أطرافها وطررها أيضا الشعر ، وقلما يكون إلا في روائد الخيل وهي الرواعي . والهوبر والأوبر : الكثير الوبر من الإبل وغيرها . ويقال للكانونين : هما الهباران والهراران . أبو عمرو : يقال للعنكبوت الهبور والهبون . وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى : فجعلهم كعصف مأكول ; قال : الهبور ، قال سفيان : وهو الذر الصغير . وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - ، قال : هو الهبور عصافة الزرع الذي يؤكل ، وقيل : الهبور بالنبطية دقاق الزرع ، والعصافة ما تفتت من ورقه ، والمأكول ما أخذ حبه وبقي لا حب فيه . والهوبر : القرد الكثير الشعر ، وكذلك الهبار ; وقال :


                                                          سفرت فقلت لها هج فتبرقعت     فذكرت حين تبرقعت هبارا



                                                          وهبار : اسم رجل من قريش . وهبار وهابر : اسمان . والهبير : موضع ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية