الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وسس

                                                          وسس : الوسوسة والوسواس : الصوت الخفي من ريح . والوسواس : صوت الحلي ، وقد وسوس وسوسة ووسواسا ، بالكسر . والوسوسة والوسواس : حديث النفس . يقال : وسوست إليه نفسه وسوسة ووسواسا ، بكسر الواو ، والوسواس ، بالفتح ، الاسم مثل الزلزال والزلزال ، والوسواس ، بالكسر ، المصدر . والوسواس ، بالفتح : هو الشيطان . وكل ما حدثك ووسوس إليك ، فهو اسم . وقوله تعالى : فوسوس لهما الشيطان ; يريد إليهما ، ولكن العرب توصل بهذه الحروف كلها الفعل . ويقال لهمس الصائد والكلاب وأصوات الحلي : وسواس ; وقال الأعشى :


                                                          تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت كما استعان بريح عشرق زجل

                                                          والهمس : الصوت الخفي يهز قصبا أو سبا ، وبه سمي صوت الحلي وسواسا ; قال ذو الرمة :


                                                          فبات يشئزه ثأد ويسهره     تذوب الريح والوسواس والهضب

                                                          يعني بالوسواس همس الصياد وكلامه . قال أبو تراب سمعت خليفة يقول الوسوسة الكلام الخفي في اختلاط . وفي الحديث : الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة ; هي حديث النفس والأفكار . ورجل موسوس إذا غلبت عليه الوسوسة . وفي حديث عثمان - رضي الله عنه - : لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسوس ناس ، وكنت فيم وسوس ; [ ص: 208 ] يريد أنه اختلط كلامه ودهش بموته - صلى الله عليه وسلم - . والوسواس : الشيطان ، وقد وسوس في صدره ووسوس إليه . وقوله - عز وجل - : من شر الوسواس الخناس ; أراد ذي الوسواس ، وهو الشيطان الذي يوسوس في صدور الناس ، وقيل في التفسير : إن له رأسا كرأس الحية يجثم على القلب ، فإذا ذكر العبد الله خنس ، وإذا ترك ذكر الله رجع إلى القلب يوسوس . وقال الفراء : الوسواس ، بالكسر ، المصدر . وكل ما حدث لك أو وسوس ، فهو اسم . وفلان الموسوس ، بالكسر : الذي تعتريه الوساوس . ابن الأعرابي : رجل موسوس ولا يقال رجل موسوس . قال أبو منصور : وإنما قيل موسوس لتحديثه نفسه بالوسوسة ; قال الله تعالى : ونعلم ما توسوس به نفسه ; وقال رؤبة يصف الصياد :


                                                          وسوس يدعو مخلصا رب الفلق

                                                          يقول : لما أحس بالصيد وأراد رميه ، وسوس نفسه بالدعاء حذر الخيبة . وقد وسوست إليه نفسه وسوسة ووسواسا ، بالكسر ، ووسوس الرجل : كلمه كلاما خفيا . ووسوس إذا تكلم بكلام لم يبينه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية