الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ هنف ]

                                                          هنف : الإهناف : ضحك فيه فتور كضحك المستهزئ ، وكذلك المهانفة والتهانف ; قال الكميت :


                                                          مهفهفة الكشحين بيضاء كاعب تهانف للجهال منا وتلعب

                                                          قال ابن بري : ومثله قول الآخر :


                                                          إذا هن فصلن الحديث لأهله     حديث الرنا فصلنه بالتهانف

                                                          وقال آخر :


                                                          وهن في تهانف وفي قه

                                                          ابن سيده : الهنوف والهناف ضحك فوق التبسم ، وخص بعضهم به ضحك النساء . وتهانف به : تضاحك ; قال الفرزدق :

                                                          [ ص: 103 ]

                                                          من اللف أفخاذا تهانف للصبا     إذا أقبلت كانت لطيفا هضيمها

                                                          وقيل : تهانف به تضاحك وتعجب ; عن ثعلب ، وقيل : هو الضحك الخفي . الليث : الهناف مهانفة الجواري بالضحك ، وهو التبسم ; وأنشد :


                                                          تغض الجفون على رسلها     بحسن الهناف وخون النظر

                                                          والمهانفة : الملاعبة أيضا . قيل : أقبل فلان مهنفا أي مسرعا لينال ما عندي ; قال : وفي نسخة من كتاب الكامل للمبرد : التهانف الضحك بالسخرية . والمهانفة : الملاعبة . وأهنف الصبي إهنافا : مثل الإجهاش ، وهو التهيؤ للبكاء . والتهنف : البكاء ; وأنشد لعنترة بن الأخرس :


                                                          تكف وتستبقي حياء وهيبة     لنا ثم يعلو صوتها بالتهنف

                                                          وأهنف الصبي وتهانف : تهيأ للبكاء كأجهش ، وقد يكون التهانف بكاء غير الطفل ; أنشد ثعلب والشعر لأعرابي :


                                                          تهانفت واستبكاك رسم المنازل     بسوقة أهوى أو بقارة حائل

                                                          فهذا ههنا إنما هو للرجال دون الأطفال ; لأن الأطفال لا تبكي على المنازل والأطلال ; وقد يكون قوله تهانفت : تشبهت بالأطفال في بكائك ; كقول الكميت :


                                                          أشيخا كالوليد برسم دار     تسائل ما أصم عن السئول

                                                          أصم أي صم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية