الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ هيض ]

                                                          هيض : هاض الشيء هيضا : كسره . وهاض العظم يهيضه هيضا فانهاض : كسره بعد الجبور أو بعدما كاد ينجبر ، فهو مهيض . واهتاضه أيضا فهو مهتاض ومنهاض ; قال رؤبة :


                                                          هاجك من أروى كمنهاض الفكك

                                                          لأنه أشد لوجعه . وكل وجع على وجع ، فهو هيض . يقال : هاضني الشيء إذ ردك في مرضك . وروي عن عائشة أنها قالت في أبيها - رضي الله عنهما - لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : والله لو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهاضها ، أي كسرها ; الهيض : الكسر بعد جبور العظم ، وهو أشد ما يكون من الكسر ، وكذلك النكس في المرض بعد الاندمال ; قال ذو الرمة :


                                                          ووجه كقرن الشمس حر كأنما     تهيض بهذا القلب لمحته كسرا

                                                          وقال القطامي :


                                                          إذا ما قلت قد جبرت صدوع     تهاض وما لما هيض اجتبار

                                                          وقال ابن الأعرابي في قول عائشة لهاضها أي لألانها . والهيض : اللين ، وقد هاضه الأمر يهيضه ; وفي حديث أبي بكر والنسابة :


                                                          يهيضه حينا وحينا يصدعه

                                                          أي يكسره مرة ويشقه أخرى . وفي الحديث : قيل له خفض عليك فإن هذا يهيضك . وفي حديث عمر بن عبد العزيز : اللهم قد هاضني فهضه . والمستهاض : الكسير يبرأ فيعجل بالحمل عليه والسوق له فينكسر عظمه ثانية بعد جبر وتماثل . والهيضة : معاودة الهم والحزن والمرض بعد المرض ، وقد تهيض ; قال :


                                                          وما عاد قلبي الهم إلا تهيضا

                                                          والمستهاض : المريض يبرأ فيعمل عملا فيشق عليه أو يأكل طعاما أو يشرب شرابا فينكس . وكل وجع هيض . وهاض الحزن قلبه : أصابه مرة بعد أخرى . والهيضة : انطلاق البطن ، يقال : بالرجل هيضة أي به قياء وقيام جميعا . وأصابت فلانا هيضة إذا لم يوافقه شيء يأكله ، وتغير طبعه عليه ، وربما لان من ذلك بطنه فكثر اختلافه . والهيض : سلح الطائر ، وقد هاض هيضا ; قال :


                                                          كأن متنيه من النفي     مهايض الطير على الصفي

                                                          والمعروف مواقع الطير . قال ابن بري : هيضه بمعنى هيجه ; قال هميان بن قحافة :


                                                          فهيضوا القلب إلى تهيضه



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية