الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ هيع ]

                                                          هيع : هاع يهاع ويهيع هيعا وهاعا وهيوعا وهيعة وهيعانا وهيعوعة : جبن وفزع ، وقيل : استخف عند الجزع ; قال الطرماح :


                                                          أنا ابن حماة المجد من آل مالك إذا جعلت خور الرجال تهيع

                                                          ورجل هائع لائع ، وهاع لاع ، وهاع لاع على القلب ، كل ذلك إتباع أي جبان ضعيف جزوع ، وامرأة هاعة لاعة . ابن الأعرابي : الهاع الجزوع ، واللاع الموجع ; وقول أبي العيال الهذلي :


                                                          أرجع منيحتك التي أتبعتها     هوعا وحد مذلق مسنون

                                                          يقول : ردها فقد جزعت نفسك في أثرها ، وقيل : الهوع العداوة ، وقيل : شدة الحرص . ويقال : هاعت نفسه هوعا أي ازدادت حرصا . وفي النوادر : فلان منهاع إلي ومتهيع وتيع ومتتيع وترعان وترع أي سريع إلى الشر . والهيعة : صوت الصارخ للفزع ، وقيل : الهيعة الصوت الذي تفزع منه وتخافه من عدو ، وبه فسر قوله - صلى الله عليه وسلم - : خير الناس رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله كلما سمع هيعة طار إليها . قال : وأصل هذا الجزع ; ومنه الحديث : كنت عند عمر فسمع الهائعة فقال : ما هذا ؟ فقيل : انصرف الناس من الوتر ، يعني الصياح والضجة . أبو عمرو : الهائعة والواعية الصوت الشديد . قال : وهعت أهاع ولعت ألاع هيعانا وليعانا إذا ضجرت . وهاع الرجل يهيع ويهاع هيعا وهيعانا وهاعا وهيعة ، الأخيرة عن اللحياني : جاع فجزع وشكا ، وقيل : الهاع التجرع على الجوع وغيره ، والهاع سوء الحرص مع الضعف ، والفعل كالفعل يقال : هاع يهاع هيعة وهاعا ; قال أبو قيس بن الأسلت :


                                                          الكيس والقوة خير من ال     إشفاق والفهة والهاع

                                                          ورجل هاع وامرأة هاعة . والهيعة : كالحيرة . ورجل متهيع : متحير . والهائعة : الصوت الشديد . والهيعة : كل ما أفزعك من صوت أو فاحشة تشاع ; قال قعنب ابن أم صاحب :


                                                          إن يسمعوا هيعة طاروا بها فرحا     مني وما سمعوا من صالح دفنوا

                                                          قال ابن بزرج : هعت أهاع هيعا من الحب والحزن . وأرض هيعة : واسعة مبسوطة . وهاع الشيء يهيع هياعا : اتسع وانتشر . وطريق مهيع : واضح واسع بين ، وجمعه مهايع ; وأنشد :

                                                          بالغور يهديها طريق مهيع [ ص: 124 ] وأنشد ابن بري :


                                                          إن الصنيعة لا تكون صنيعة     حتى يصاب بها طريق مهيع

                                                          وبلد مهيع : واسع ، شذ عن القياس فصح ، وكان الحكم أن يعتل لأنه مفعل مما اعتلت عينه . وتهيع السراب وانهاع انهياعا : انبسط على الأرض . والهيعة : سيلان الشيء المصبوب على وجه الأرض مثل الميعة ، وقد هاع يهيع هيعا ، وماء هائع . وهاع الشيء يهيع هيعانا : ذاب ، وخص بعضهم به ذوبان الرصاص ، والرصاص يهيع في المذوب . يقال : رصاص هائع في المذوب . وهاعت الإبل إلى الماء تهيع إذا أرادته فهي هائعة . ومهيع ومهيعة ، كلاهما : موضع قريب من الجحفة ، وقيل : المهيعة هي الجحفة . وذكر ابن الأثير في ترجمة مهع : وفي الحديث : وانقل حماها إلى مهيعة ; مهيعة : اسم الجحفة ، وهي ميقات أهل الشام ، وبها غدير خم ، وهي شديدة الوخم . قال الأصمعي : لم يولد بغدير خم أحد فعاش إلى أن يحتلم إلا أن يحول منها ، قال : وفي حديث علي - رضي الله عنه - : اتقوا البدع والزموا المهيع ; هو الطريق الواسع المنبسط ; قال : والميم زائدة ، وهو مفعل من التهيع ، وهو الانبساط ، قال الأزهري : ومن قال مهيع فعيل فقد أخطأ لأنه لا فعيل في كلامهم بفتح أوله .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية