الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( وأحكامها كصلاة عيد ) قال ابن عباس " سنة الاستسقاء سنة العيدين " فتسن قبل الخطبة بصحراء قريبة عرفا بلا أذان ولا إقامة ويقرأ جهرا في الأول بسبح وفي الثانية بالغاشية فيكبر في الأولى ستا زوائد وفي الثانية خمسا قبل القراءة .

                                                                          { قال ابن عباس - وسئل عنها - صلى النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين كما يصلي في العيدين } " قال الترمذي حسن صحيح .

                                                                          وروى الشافعي مرسلا " { أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضي الله عنهم كانوا يصلون صلاة الاستسقاء : يكبرون فيها سبعا وخمسا وعن ابن عباس نحوه ، وزاد فيه وقرأ في الأولى بسبح وفي الثانية بالغاشية } .

                                                                          " ( وإذا أراد الإمام الخروج لها وعظ الناس ) أي ذكرهم بما تلين به قلوبهم ، وخوفهم العواقب ( وأمرهم بالتوبة ) أي الرجوع عن المعاصي ( و ) أمرهم ب ( الخروج من المظالم ) بردها إلى مستحقيها قال تعالى : " { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض } " [ ص: 335 ] الآية ، ( و ) أمرهم ب ( ترك التشاحن ) من الشحناء ، وهي العداوة لأنها تحمل على المعصية ، وتمنع نزول الخير لحديث " { خرجت أخبركم بليلة القدر ، فتلاحى فلان وفلان فرفعت } " ( و ) أمرهم ( بالصدقة ) لتضمنها الرحمة فيرحمون بنزول الغيث ( و ) أمرهم ب ( الصوم ) لخبر " { للصائم دعوة لا ترد } " زاد بعضهم " ثلاثة أيام " وأنه يخرج صائما ( ولا يلزمان ) أي الصدقة والصوم ( بأمره ) أي الإمام وما ذكره في المستوعب وغيره : تجب طاعته في غير المعصية وذكر بعضهم إجماعا .

                                                                          لعل المراد في السياسة والتدبير والأمور المجتهد فيها لا مطلقا ذكره في الفروع ( ويعدهم ) الإمام ( يوما يخرجون فيه ) أي يعينه لهم ليتهيئوا للخروج فيه على الصفة المسنونة ( ويتنظف لها ) أي لصلاة الاستسقاء بالغسل ، وتقليم الأظافر ، وإزالة رائحة كريهة لئلا يؤذي الناس ( ولا يتطيب ) لأنه يوم استكانة وخضوع .

                                                                          ( ويخرج ) إمام وغيره ( متواضعا متخشعا ) خاضعا ( متذللا ) من الذل أي الهوان ( متضرعا ) مستكينا لحديث ابن عباس " { خرج النبي صلى الله عليه وسلم للاستسقاء متذللا ، متواضعا متخشعا متضرعا ، حتى أتى المصلى } " قال الترمذي : حسن صحيح ( ومعه ) أي الإمام ( أهل الدين والصلاح والشيوخ ) لسرعة إجابة دعوتهم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية