الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ص: 401 ] الحادية عشرة : لا تقبل رواية من عرف بالتساهل في سماعه أو إسماعه كمن لا يبالي بالنوم في السماع ، أو يحدث لا من أصل مصحح ، أو عرف بقبول التلقين في الحديث أو كثرة السهو في روايته إذا لم يحدث من أصل أو كثرة الشواذ والمناكير في حديثه . قال ابن المبارك ، وأحمد ، والحميدي ، وغيرهم : من غلط في حديث فبين له فأصر على روايته سقطت رواياته . وهذا صحيح إن ظهر أنه أصر عنادا أو نحوه .

        التالي السابق


        ( الحادية عشرة : لا تقبل رواية من عرف بالتساهل في سماعه أو إسماعه كمن لا يبالي بالنوم في السماع ) منه أو عليه ( أو يحدث لا من أصل مصحح ) مقابل على أصله أو أصل شيخه ( أو عرف بقبول التلقين في الحديث ) بأن يلقن الشيء فيحدث به من غير أن يعلم أنه من حديثه ، كما وقع لموسى بن دينار ونحوه ، ( أو كثرة السهو في روايته إذا لم يحدث من أصل ) صحيح ، بخلاف ما إذا حدث منه فلا عبرة بكثرة سهوه ، لأن الاعتماد حينئذ على الأصل لا على حفظه ، ( أو كثرة الشواذ والمناكير في حديثه ) .

        قال شعبة لا يجيئك الحديث الشاذ إلا من الرجل الشاذ ، وقيل له : من الذي تترك الرواية عنه ؟ قال : من أكثر عن المعروف من الرواية [ ص: 402 ] ما لا يعرف ، وأكثر الغلط .

        ( قال ) عبد الله ( بن المبارك وأحمد بن حنبل والحميدي وغيرهم : من غلط في حديث فبين له ) غلطه ( فأصر على روايته ) لذلك الحديث ولم يرجع ( سقطت رواياته ) كلها ولم يكتب عنه

        قال ابن الصلاح وفي هذا نظر ، ( وهذا صحيح إن ظهر أنه أصر عنادا أو نحوه ) وكذا قال ابن حبان .

        قال ابن مهدي لشعبة : من الذي تترك الرواية عنه ؟ قال : إذا تمارى في غلط مجمع عليه ، ولم تتهم نفسه عند اجتماعهم على خلافه .

        قال العراقي : وقيد ذلك بعض المتأخرين بأن يكون المبين عالما عند المبين له وإلا فلا حرج إذا .




        الخدمات العلمية