الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
17281 - قال الشافعي : قال الله عز وجل: ( إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم ) ، فمن تاب قبل أن يقدر عليه سقط حد الله ، وأخذ حقوق بني آدم .

17282 - قال الشافعي في كتاب الشهادة: فأخبر الله بما عليهم من الحد ، إلا أن يتوبوا من قبل أن يقدر عليهم .

17283 - ثم ذكر حد الزنا والسرقة ، ولم يذكره فيم استثنى ، فاحتمل ذلك أن لا يكون الاستثناء إلا حيث جعل في المحارب خاصة ، واحتمل أن يكون كل حد لله ، فتاب صاحبه قبل أن يقدر عليه سقط عنه ، [ ص: 439 ] .

17284 - قال أحمد: روي عن علي ، وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما في قبول توبة المحارب .

17285 - وروينا في حديث وائل بن حجر في قصة المرأة التي وقع عليها رجل في سواد الصبح ، وهي تعمد إلى المسجد ، ثم فر ، وأخذ من استغاثت به ، فلما أمر به قام صاحبها الذي وقع عليها ، فقال: لا ترجموه وارجموني أنا الذي فعلت بها. . . فاعترف ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة: "أما أنت فقد غفر لك" وقال للرجل الذي أخذ قولا حسنا ، فقيل له: ارجم الذي اعترف ، فقال: "لا إنه قد تاب إلى الله توبة لو تابها أهل المدينة لقبل منهم" ، فأرسلهم .

17286 - وهذا حديث رواه أبو داود في كتاب السنن وإسناده حسن .

17287 - ومثل هذا قد وجد من ماعز ، والجهينية ، والغامدية ، وجعل توبتهم فيما بينهم وبين الله ، وأمر برجمهم ، وقوله في ماعز: "هلا تركتموه" يشبه أن يكون إنما قاله لعله يرجع ، فيقبل رجوعه عن الإقرار فيما كان حدا لله تعالى ، والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية