الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                7250 ص: وخالفهم في ذلك آخرون ; فكرهوا أن يبتدئوا بالسلام ، وقالوا : لا بأس بأن يرد عليهم إذا سلموا .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي خالف القوم المذكورين جماعة آخرون وأراد بهم : عمر بن عبد العزيز ، ومجاهدا والحسن البصري ، والثوري وأبا حنيفة ، وأبا يوسف ومحمدا ومالكا

                                                [ ص: 251 ] والشافعي وأحمد وإسحاق ، فإنهم قالوا : يكره أن يبتدئ المسلم أهل الكفر بالسلام ، فإذا سلم عليه أحد من أهل الكفر يرد عليه ولا يزيد على قوله : وعليكم .

                                                قال الحافظ المنذري : اختلف العلماء في رد السلام على أهل الذمة ; فقالت طائفة : رد السلام فريضة على المسلمين والكفار .

                                                قالوا : وهذا تأويل قوله -عز وجل - : فحيوا بأحسن منها أو ردوها قال ابن عباس وقتادة وغيرهم : هي عامة في رد السلام على المسلمين والكفار .

                                                قال : وقوله تعالى : أو ردوها يقول : وعليكم ، للكفار ، قال ابن عباس : ومن سلم عليك من خلق الله فاردد عليه ولو كان مجوسيا ، وقالت طائفة أخرى : لا يرد السلام على أهل الذمة السلام المشروع وليرده عليهم بما جاء في الحديث : عليكم ، وهذا قول أكثر العلماء . وقال ابن طاوس : يقول : علاك السلام أي ارتفع عنك ، وفيما قاله نظر .




                                                الخدمات العلمية