الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

4211 - أحمد بن عمر بن محمد بن إسماعيل ، أبو الليث النسفي :

من أهل سمرقند سمع الحديث وتفقه ووعظ وكان حسن السمت وحج وعاد إلى بغداد فأقام بها نحو ثلاثة أشهر ثم ودع وخرج إلى بلده ، وكان ينشد وقت الوداع :


يا عالم الغيب والشهاده مني بتوحيدك الشهاده     أسأل في غربتي وكربي
منك وفاة على الشهاده

فلما وصل إلى قومس خرج جماعة من أهل القلاع وقطعوا الطريق على القافلة وقتلوا مقتلة عظيمة من العلماء والمعروفين فضربوه ثلاث ضربات فمات .

4212 - أحمد بن بختيار بن علي بن محمد ، أبو العباس الماندائي الواسطي .

ولي القضاء بها مدة وكان فقيها فاضلا له معرفة [تامة ] بالأدب واللغة ويد باسطة في كتب السجلات والكتب الحكمية سمع أبا القاسم بن بيان ، وأبا علي بن نبهان ، وغيرهما ، وكان يسمع معنا على شيخنا ابن ناصر ، وصنف كتاب القضاة ، وتاريخ البطائح ، وغير ذلك ، وكان ثقة صدوقا .

[ ص: 121 ] توفي في جمادى الآخرة من هذه السنة وصلي عليه في النظامية ودفن بمقبرة باب أبرز .

4213 - سنجر بن ملك شاه بن ألب أرسلان ، أبو الحارث ، واسمه أحمد :

ولد بسنجار في بلاد الجزيرة في رجب سنة تسع وسبعين وأربعمائة حين توجه أبوه ملك شاه إلى غزو الروم ونشأ ببلاد الخزر وسكن خراسان واستوطن مرو وكان قد دخل إلى بغداد مع أخيه السلطان محمد على أمير المؤمنين المستظهر بالله فحكى هو قال لما وقفنا بين يديه ظن أني أنا السلطان فافتتح كلامه معي فخدمت وقلت يا مولانا السلطان هو أشرت إلى أخي ففوض إليه السلطنة وجعلني ولي العهد بعده بلفظه فلما توفي السلطان محمد لقب سنجر بالسلطان واستقام أمره متراقيا وكان أمره عاليا وكان مهيبا كريما رفيقا بالرعية حليما عنهم وكانت البلاد آمنة في زمانه فجلس على سرير الملك إحدى وأربعين سنة وكان قبلها في ملك وسلطنة نحوا من عشرين سنة ولم يملك أحد من الخلفاء والسلاطين هذه المدة فإنها تقارب الستين سنة وخطب له على أكثر منابر الإسلام وروى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولحقه طرش واتفق أنه حارب الغز فأسروه ثم تخلص بعد مدة وجمع إليه أصحابه بمرو وكاد يعود إليه ملكه .

فتوفي يوم الاثنين وقت العصر الرابع والعشرين من ربيع الأول من هذه السنة ودفن في قبة بناها لنفسه وسماها دار الآخرة ولما بلغ خبر موته إلى بغداد قطعت خطبته ولم يجلس له في العزاء فجلست امرأة سليمان للعزاء فعزاها الخليفة وأقامها .



4214 - علي بن صدقة ، أبو القاسم الوزير :

عزل فتوفي في ليلة الجمعة ثالث عشرين من جمادى الأولى من هذه السنة وصلي عليه في جامع القصر قبل صلاة الجمعة وقبر بمشهد باب التبن .

4215 - عيسى بن أبي جعفر بن المقتفي :

[ ص: 122 ] توفي ودفن في مشهد باب أبرز ، وما أمكن حمله إلى الترب لأجل الفتن .

4216 - أبو القاسم بن المستظهر بالله :

وكان أصغر أولاده سنا ، توفي في ليلة الجمعة ثامن عشر جمادى الأولى من هذه السنة وحمل ضاحي نهار إلى الترب في الماء ومضى معه الوزير إلى مقصورة جامع السلطان فصلى بها الجمعة في الموضع الذي كان يصلي فيه السلطان وجلسوا للعزاء به في بيت النوبة يومين ثم خرج توقيع فأقامهم [من العزاء ] .

4217 - محمد بن عبيد الله بن نصر الزاغوني ، أبو بكر :

ولد سنة ثمان وستين وأربعمائة وسمع أبا القاسم ابن البسري وأبا نصر الزينبي وطرادا وعاصما والتميمي وخلقا كثيرا وقرأت عليه كثيرا من مسموعاته .

وتوفي ليلة الاثنين ثالث عشرين ربيع الآخر ودفن بمقبرة باب حرب .

4218 - محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن ثابت ، أبو بكر الخجندي .

سمع أبا علي الحداد وغيره وتقدم عند السلاطين وكانوا يصدرون عن رأيه وقدم بغداد وولي تدريس النظامية وكان مليح المناظرة ، قال المصنف رحمه الله حضرت مناظرته وهو يتكلم بكلمات معدودة مثل الدر ووعظ بجامع القصر وبالنظامية وما كان يندار في الوعظ وكان مهيبا وحوله السيوف وهو بالوزراء أشبه منه بالعلماء ، خرج إلى أصبهان فنزل قرية فنام في عافية فأصبح ميتا في شوال هذه السنة وحمل إلى أصبهان .

4219 - محمد بن المبارك بن محمد ابن الخل ، أبو الحسن بن أبي البقاء .

[ ص: 123 ] ولد سنة خمس وسبعين ، وسمع الحديث من [ ابن أيوب و ] ابن الطيوري ، وابن النظر ، وثابت وابن السراج وغيرهم وتفقه على أبي بكر الشاشي ، [ودرس .

وتوفي في محرم هذه السنة فدفن باللوزية .

وتوفي أخوه أبو الحسين ابن الخل الشاعر في ذي القعدة من هذه السنة .

4220 - [ محمد بن يحيى بن محمد بن بدال ، أبو الفضل ، ويعرف بابن النفيس :

روى لنا عن أبي الحسين بن الطيوري ، وتوفي في هذه السنة .

4221 - نصر بن نصر بن علي بن يونس ، أبو المعمر العكبري ، الواعظ .

سمع من أبي القاسم ابن البسري ، وأبي الليث نصر بن الحارث الشاشي ] ، وأبي محمد التميمي وغيرهم ، وكان ظاهر الكياسة يعظ وعظ المشايخ ويتخيره الناس لعمل الأعزية . ولد في سنة ستين .

وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة وصلي عليه بالنظامية والتاجية ودفن بمقبرة باب أبرز .

وكان له ولد يكنى أبا محمد نشأ على طريقته ، ولد سنة خمسمائة ومات سنة خمس وسبعين .

4222 - يحيى بن عيسى بن إدريس ، أبو البركات الأنباري :

قرأ القرآن على جماعة ، وسمع الحديث على عبد الوهاب الأنماطي وغيره وقرأ النحو على الزبيدي وصحبه مدة وتفقه على القاضي الحراني ووعظ الناس وكان يبكي [ ص: 124 ] من حين صعوده على المنبر إلى حين نزوله وتعبد في زاويته نحو خمسين سنة وكان ورعا حتى أنه عطش فجيء بماء من بعض دور الحكام فلم يشرب وكان لا يفعل شيئا إلا بنية وكان من أهل السنة الجياد ، رزقه الله أولادا صالحين فسماهم أبا بكر وعمر وعثمان وعليا ، وكان أمارا بالمعروف ناهيا عن المنكر مستجاب الدعوة له كرامات ومنامات صالحة رأى في بعضها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي بعضها أحمد بن حنبل فقال المروذي يا أبا عبد الله هذا من أصحابنا . فقال : وهل يشك فيه ؟ وكان هو وزوجته أم أولاده يصومان النهار ويقومان الليل ويحييان بين العشاءين ولا يفطران إلا بعد العشاء ، وختما أولادهما القرآن وأقرآ خلقا من الرجال والنساء .

توفي يوم الاثنين رابع ذي القعدة من هذه السنة ، فقالت زوجته : اللهم لا تحيني بعده ، فماتت بعد خمسة عشر يوما [وكانت صالحة ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية