الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

4149 - إبراهيم بن محمد بن نبهان بن محرز الغنوي الرقي [أبو إسحاق ] .

ولد في سنة تسع وخمسين وأربعمائة ، سمع أبا بكر الشاشي ، وأبا محمد التميمي ، وأبا محمد السراج ، وغيرهم ، وتفقه على أبي بكر الشامي ، وأبي حامد [ ص: 67 ] الغزالي ، وكتب كثيرا من مصنفات الغزالي وقرأها عليه وصحبه كثيرا .

قال المصنف : ورأيته وله سمت وصمت ووقار وخشوع وروى كثيرا ، وتوفي ليلة الخميس رابع ذي الحجة من هذه السنة ، ودفن بمقبرة الشونيزية في تربة تلي التوثة .

4150 - أحمد بن محمد بن المختار بن محمد بن عبد الواحد بن المؤيد بالله ، أبو تمام ابن أبي العز المعروف بابن الخضر ، أخو أبي الفضل المختار البغدادي :

خرج من بغداد للتجارة ودخل ما رواه النهر وركب البحر إلى الهند وكثر ماله وهو حريص على الزيادة وقد سمع أبا جعفر ابن المسلمة وأبا نصر الزينبي وغيرهما .

وتوفي يوم الجمعة خامس ذي القعدة من هذه السنة بنيسابور ودفن بمقبرة الغرباء خلف الجامع وكان ولده نصر الله إذا سئل عن سن أبيه يقول كان له مائة وثلاث سنين .

4151 - صالح بن شافع بن حاتم ، أبو المعالي :

صحب ابن عقيل وغيره ، وسمع أبا الحسين ابن الطيوري وأبا منصور الخياط وغيرهما ، وكان من المعدلين ، فجرت حالة أوجبت عزله عن الشهادة .

وتوفي في رجب هذه السنة ، ودفن في دكة أحمد بن حنبل على ابن عقيل .

4152 - عبد الله بن الحسن بن قسامي أبو القاسم :

من أهل الحريم الطاهري ، ولد سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة ، وسمع من أبي نصر الزينبي ، وأبي الغنائم بن أبي عثمان ، وثابت بن بندار ، وغيرهم . وكان سماعه صحيحا ، وكان صدوقا فقيها مناظرا . وتوفي يوم الجمعة سادس ذي القعدة ، ودفن بباب حرب .

4153 - عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد ابن الصباغ ، أبو المظفر : [ ص: 68 ] سمع الحديث من النقيب وابن النظر وحمد وغيرهم وحدث بشيء يسير ، وصرف عن الشهادة في أيام المسترشد لسبب جرى ، ثم رد وعزل عنها في أيام المقتفي .

وتوفي في جمادى الآخرة ، ودفن بباب حرب .



4154 - علي بن الحسين بن محمد بن علي الزينبي ، أبو القاسم الأكمل بن أبي طالب نور الهدى بن أبي الحسن نظام الحضرتين ابن نقيب النقباء أبي القاسم ابن القاضي أبي تمام .

ولد في نصف ربيع الأول من سنة سبعين وأربعمائة ، وسمع الحديث من أبيه أبي طالب ، وعمه طراد ، وأبي الخطاب بن النظر ، وأبي الحسن ابن العلاف ، وابن بيان ، وأبي عبد الله الحميدي ، وغيرهم . وسمعنا منه الحديث على شيخنا أبي بكر قاضي المارستان ، وأبي القاسم بن السمرقندي ، وحدث ، وكان للمسترشد إليه ميل فوعده النقابة فاتفق موت الدامغاني فطلب مكانه ، [فناله ، وكان ] رئيسا ما رأينا وزيرا ولا صاحب منصب أوقر منه ولا أحسن هيئة وسمتا وصمتا قل أن يسمع منه كلمة ، وطالت ولايته فأحكمه الزمان وخدم الراشد وناب في الوزارة ، ثم استوحش من الخليفة فخرج إلى الموصل فأسر هناك ، ووصل الراشد وقد بلغه ما جرى ببغداد من خلعه فقال له : اكتب خطك بإبطال ما جرى وصحة إمامتي ، فامتنع فتواعده زنكي وناله بشيء من العذاب ، ثم أذن في قتله فدفع الله عنه ، ثم بعث من الديوان لاستخلاصه فجيء به فبايع المقتفي ثم ناب في الوزارة لما التجأ ابن عمه علي بن طراد إلى دار السلطان ، ثم إن المقتفي أعرض عنه بالكلية .

قال المصنف : وقال لي النقيب الطاهر : إنه جاء إلي فقال : يا ابن عم انظر ما يصنع معي فإن الخليفة معرض عني ، فكتبت إلى المقتفي فأعاد الجواب بأنه فعل كذا وكذا فعذرته وجعلت الذنب لابن عمي ، ثم جعل ابن المرخم مناظرا له وناقضا لما يبنيه [ ص: 69 ] والتوقيعات تصدر بمراضي ابن المرخم ومسخطات الزينبي ، ولم يبق إلا الاسم فمرض وتوفي سحرة الأربعاء يوم عيد النحر من هذه السنة وله ست وسبعون سنة ، وصلى عليه ابن عمه طلحة بن علي نقيب النقباء ونائب الوزارة ، وكان الجمع كثيرا جدا ، ودفن في مشهد أبي حنيفة إلى جانب أبيه أبي طالب الزينبي ، وخلف جماعة من البنين ماتوا ما أظن أحدا منهم عبر ثلاثين سنة .

قال المصنف رحمه الله : وحدثني أبو الحسن البراندسي عن بعض العدول أن رجلا رأى قاضي القضاة في المنام ، فقال له : ما فعل الله بك ؟ فقال : غفر لي ، ثم أنشد :


وإن امرأ ينجو من النار بعد ما تزود من أعمالها لسعيد

قال : ثم قال لي : امض إلى أبي عبد الله يعني ابن البيضاوي القاضي ، وهو ابن أخي قاضي القضاة ، وأحد أوصيائه فقل له لم تضيق صدر غصن وشهية يعني سراريه ، فقال الرجل : وما عرفت أسماءهن قط فمضيت ، وقلت ما رأيت فقال : سبحان الله كنا البارحة في السحر نتحدث في تقليل ما ينوبهن .

4155 - محمد بن علي البغدادي ، أبو غالب بن أبي الحسن ، يعرف بابن الداية المكبر :

سمع أبا جعفر بن المسلمة . [وتوفي في المحرم ]

4156 - المبارك بن المبارك بن زوما ، أبو نصر الرفاء :

ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ، قرأ القرآن على أبي بكر بن الدنف ، وسمع الحديث من أبي طالب بن يوسف وغيره ، وكان حنبليا ثم انتقل فصار شافعيا ، وتفقه على شيخنا الدينوري ، وتفقه على أسعد ثم على ابن الرزاز ، وبرز في الفقه ، ثم أخرج من المدرسة إخراجا عنيفا .

[ ص: 70 ] وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة ، ودفن في تربة أبي إسحاق .

4157 - المبارك بن كامل بن أبي غالب البغدادي ، ويعرف أبوه بالخفاف ، أبو بكر المفيد :

ولد سنة خمس وتسعين ، وأول سماعه في سنة ست وخمسمائة ، وقرأ القرآن بالقراءات ، وسمع أبا القاسم بن بيان ، وأبا علي بن نبهان ، وأبا الغنائم النرسي ، وخلقا كثيرا ، وما زال يسمع العالي والنازل ويتبع الأشياخ في الزوايا ، ويقل السماعات ، فلو قيل إنه سمع من ثلاثة آلاف شيخ لما رد القائل . وجالس الحفاظ وكتب بخطه الكثير وانتهت إليه معرفة المشايخ ومقدار ما سمعوا والإجازات لكثرة دربته في ذلك ، وكان قد صحب هزارسب ومحمودا الأصبهاني وغيرهما ممن يعنى بهذا الشأن فانتهى الأمر في ذلك إليه إلا أنه كان قليل التحقيق فيما ينقل من السماعات مجازفة منه لكونه يأخذ عن ذلك ثمنا ، وكان فقيرا إلى ما يأخذ ، وكان كثير التزوج والأولاد .

وتوفي في جمادى الأولى من هذه السنة ، ودفن بالشونيزية .

[ ص: 71 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية