الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

4223 - أبو إسحاق بن المستظهر ، أخو المقتفي لأمر الله .

توفي في نصف محرم وحمل إلى الترب بالرصافة ومضى معه الوزير وأرباب الدولة واغتم عليه المقتفي غما كثيرا وجلسوا للعزاء به في بيت النوبة يومين وخرج التوقيع بإقامتهم من العزاء ثم ماتت بعد يومين أمه وهي جهة من جهات المستظهر وحملت إلى الترب ومضى معها الموكب سوى الوزير ودفنت عنده في التربة الجديدة التي أنشأها المقتفي .

4224 - عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد الأصفهاني ، أبو مسعود الحافظ .

[ ص: 127 ] كان واحد بلدته حفظا وعلما ونفعا وصحة عقيدة .

وتوفي بها في شعبان هذه السنة .

4225 - عبد الأول بن عيسى بن شعيب بن إبراهيم بن إسحاق ، أبو الوقت أبو عبد الله السجزي الأصل الهروي المنشأ .

ولد سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ، وسمع أبا الحسن الداودي وأبا إسماعيل الأنصاري وأبا عاصم الفضيلي وغيرهم حمله أبوه على عاتقه من هراة إلى فوسنج فسمعه صحيح البخاري ومسند الدارمي والمنتخب من مسند عبد بن حميد وحدثه عبد الله الأنصاري مدة وسافر إلى العراق وخوزستان والبصرة وقدم علينا بغداد فروى لنا هذه المذكورات وكان صبورا على القراءة وكان شيخنا صالحا على سمت السلف كثير الذكر والتعبد والتهجد والبكاء وعزم في هذه السنة على الحج فهيأ ما يحتاج إليه فمات .

وحدثني أبو عبد الله محمد بن الحسين التكريتي الصوفي قال أسندته إلي فمات فكان آخر كلمة قالها : يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين . [ومات ] .

4226 - نصر بن منصور بن الحسن بن أحمد بن عبد الخالق العطار ، أبو القاسم الحراني :

ولد بحران سنة أربع وثمانين فأوسع الله له في المال وكان يكثر فعل الخير ويتتبع الفقراء ويمشي بنفسه إليهم ويكسو العراة ويفك الأسراء كل ذلك من زكاة ماله وكان كثير التلاوة للقرآن محافظا على الجماعة وحدثني أبو محمد العكبري قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت : يا رسول الله امسح بيدك عيني فإنها تؤلمني فقال اذهب إلى [ ص: 128 ] نصر ابن العطار يمسح عينك قال فقلت في نفسي أترك رسول الله وأمضي إلى رجل من أبناء الدنيا فعاودته القول يا رسول الله امسح عيني بيدك فقال لي أما سمعت الحديث إن الصدقة لتقع في يد الله وهذا نصر [قد ] صافحته يد الحق فامض إليه قال فانتبهت فقصدته فلما رآني قام يتلقاني حافيا فقال الذي رأيته في المنام قد تقدم في حقك بشيء فقرأ على عيني الفاتحة والمعوذات فسكن الألم ووجدت العافية .

التالي السابق


الخدمات العلمية