الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  ( 566 ) حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني ، ثنا أبي ، ثنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة بن الزبير ، قال : وكان أول من بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم العقبة أبو الهيثم بن التيهان ، وقال : يا رسول الله إن بيننا وبين الناس حبالا - والحبال : الحلف والمواثيق - فلعلنا نقطعها ثم ترجع إلى قومك وقد قطعنا الحبال وحاربنا الناس فيك ، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قوله وقال : " الدم الدم ، الهدم الهدم " ، فلما رضي أبو الهيثم بما رجع إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قوله أقبل على قومه ، فقال : يا قوم هذا رسول الله - صلى الله [ ص: 251 ] عليه وسلم - ، أشهد أنه لصادق ، وإنه اليوم في حرم الله وأمنه وبين ظهري قومه وعشيرته ، فاعلموا أنكم إن تخرجوه برتكم العرب عن قوس واحدة ، فإن كانت طابت أنفسكم بالقتال في سبيل الله وذهاب الأموال والأولاد ، فادعوه إلى أرضكم ، فإنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حقا ، وإن خفتم خذلانا فمن الآن ، فقال عبد الله : قبلنا عن الله وعن رسوله ما أعطانا ، وقد أعطيناك من أنفسنا الذي سألتنا يا رسول الله فخل بيننا يا أبا الهيثم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلنبايعه ، فقال أبو الهيثم : أنا أول من بايع ، ثم تبايعوا كلهم ، وصاح الشيطان من رأس الجبل فقال : يا معشر قريش هذه الخزرج ، والأوس تحالف محمدا على قتالكم ، ففزعوا عند ذلك وراعهم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا يرعكم هذا الصوت ، فإنما هو عدو الله إبليس ، ليس يسمعه أحد ممن تخافون " ، وقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصرخ بالشيطان فقال : " يا ابن أزب هذا عملك فسأفرغ لك " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية